الأربعاء، 27 أبريل 2016

جامعة الحكمة في بغداد 1956-1969 ا.د.ابراهيم خليل العلاف






جامعة الحكمة في بغداد 1956-1969 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
رحم الله استاذي المشرف على اطروحتي للدكتوراه قبل 40 سنة الاستاذ الدكتور فاضل حسين وكانت عن "تطور السياسة التعليمية في العراق في عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين 1914-1932 " فقد تولى رئاسة "جامعة الحكمة " ببغداد فترة من الزمن وبعد تعريقها أي جعلها عراقية حكومية بعد ان كانت أجنبية .
وقصة جامعة الحكمة قصة طويلة كتبت ُعنها وقلت انها ثمرة من ثمار التوجه الاميركي في السياسة التعليمية العراقية ابان الثلاثينات من القرن الماضي .وتعود القصة الى سنة 1931 عندما تأسست في بغداد مدرسة ثانوية اجنبية هي "ثانوية بغداد " أسسها مجموعة من القسس الجزويت الاميركان اي اليسوعيين يتقدمهم الاب ادمون وولش احد اساتذة جامعة جورج تاون الاميركية قدموا بغداد بطلب من بطريارك الكلدان الكاثوليك في بغداد وقد تأسست في منطقة جميلة في قضاء الاعظمية قرب الصليخ على الضفة الشرقية لنهر دجلة وكانت تدرس العلوم والرياضيات باللغة الانكليزية ودخلها بعد ان فتحت ابوابها في 26 ايلول -سبتمبر سنة 1932 اولا المسيحيون واليهود وبعدها المسلمون وكانت من المدارس الثانوية النموذجية .وكانت الدراسة في هذه المدرسة بإجور سنوية مرتفعة لذلك فإن معظم تلاميذها كانوا من ابناء الاسر الثرية .ويقينا ان سلطات الانتداب البريطانية في بغداد كان لها دورها في دعم المصالح الاجنبية الغربية لذلك وقفت وزارة المعارف العراقية في حينه عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم مما كانت تدرسه وتفعله هذه المؤسسات علما بإنها كانت تلزم هذه المؤسسات بتدريس التاريخ العربي والجغرافية باللغة العربية .
في 27 نيسان من سنة 1955 أي في مثل هذا اليوم قدم رئيس كلية بغداد طلبا الى وزارة المعارف انذاك أي التربية حاليا للبدء بتجربة التعليم الجامعي فوافقت وزارة المعارف على الطلب في حزيران سنة 1956 وتأسست جامعة تداوم في نفس بناية كلية بغداد بإسم (جامعة الحكمة ) وقام رئيس الوزراء وكان انذاك نوري السعيد بمنح الجامعة قطعة ارض في الزعفرانية ثمنها آنذاك مليون دينار.
وبدأت التدريسات في جامعة الحكمة ووضع حجر الاساس للجامعة في تشرين الثاني سنة 1957 وانجزت البناية في سنة 1959 .
في تشرين الثاني سنة 1968 عين الاستاذ الدكتور فاضل حسين ريسا لجامعة الحكمة وذلك بعد قرار تعريقها وقد ادارها بأسلوب راق وعزم على ان تكون من ارقى المؤسسات الاكاديمية في المنطقة لكن قرارا صدر في 13 آب -اغسطس سنة 1969 بإلغاء الجامعة والحاق كلياتها ومنها الاداب والتجارة والهندسة ومعهد الدراسات الشرقية بجامعة بغداد وجاء هذا الالغاء بعد انقلاب 17 تموز 1968 وبعد ثمانية اشهر اغلقت كلية بغداد وطلب من الااء اليسوعيين مغادرة العراق وانتهت بذلك هذه التجربة من التعليم الجامعي الاجنبي في العراق بعد قرابة 40 سنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...