الاثنين، 24 مارس 2014

عبد الرزاق عبد القادر آل كداوي..خواطره وذكرياته

عبد الرزاق عبد القادر آل كداوي..خواطره وذكرياته *
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
مرة اطلعني السيد رئيس تحرير جريدة فتى العراق الاستاذ احمد سامي الجلبي (رحمه الله ) على كتاب مهدى الى ادارة الجريدة يوم 24 تشرين الاول 2005 بعنوان : (( الاديب عبد الرزاق عبد القادر : مذكراته ـ مقالاته ـ اشعاره )) .. طبع في مكتب الرشيد بشارع النجفي / الموصل 2005 ، فوجدته عبارة عن خواطر وذكريات ، ونصوص لمقالات واشعار كتبها الصديق العزيز الاستاذ عبد الرزاق الكداوي ضمن حقبة زمنية طويلة زادت على ال(65) عاما .. ويدور معظمها حول نشاطه الثقافي والمهني والوظيفي في بغداد والموصل والكويت وفي الحقيقة تمتعت بقراءة الكتاب ، رغم وجود بعض الاخطاء المطبعية والعلمية فيه التي لاتقلل من اهميته وقيمته في الكشف عن كثير من الحقائق والمواقف خاصة المتعلقة بالحياة في مدينتنا العزيزة
ولقد قدم للكتاب تلميذنا النجيب الدكتور عبد الوهاب خليل الدباغ ، ومما قاله ان الاستاذ آل كداوي من مواليد سنة 1926 ويمثل واحدا من مثقفي الموصل ابان الاربعينيات من القرن الماضي ، وما يدل على ذلك مقالاته التي كان ينشرها في صحف الموصل ومنها جرائد (فتى العراق) و(الاديب) و(الحدباء) . هذا فضلا عن مجموعة من القصائد التي نظمها في مناسبات عديدة فيها عكست انتماءه العروبي الاسلامي . وقد لاحظ محقق الكتاب وناشره ان الرحلة الادبية الفعلية لعبد الرزاق عبد القادر الكداوي استغرقت حوالي (20) عاما فقط ، انحصرت بين سنتي 1946 و1966 ولذلك اسباب عديدة ليس هنا مجال التفصيل فيها لكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة للبلاد كانت وراء هذا الانحسار ، ومن ثم التوقف عن الانتاج الادبي.
وقد احتلت الخواطر والذكريات قرابة (50) صفحة من الكتاب (246صفحة من القطع المتوسط) .. وقد اطلق عليها عنوان (المذكرات) واعترف هنا بان الاستاذ آل كداوي قد كان امينا ، وصادقا في كل كلمة دونها ابتداء من دخوله مدرسة باب البيض الابتدائية سنة 1934 وولادته في بيت قريب من بيت الحاج سري والد الشهيد العقيد رفعت الحاج سري شيخ الضباط الاحرار الذين فجروا ثورة 14 تموز 1958 وانتهاء بايام السبعينيات من القرن الماضي .. ولم يخف آل كداوي شيئا حتى انه ذكر تفاصيل عمله سواء في دائرة العلاقات العامة البريطانية Puplic Relation بالمعهد الثقافي البريطاني (1943) او تعرفه على البهائية من خلال خضوري حلوبة والد الاستاذ حكمت (معلم) وكان رئيسا للبهائيين . في الموصل ومن ثم تركه العملين غير آسف خاصة بعد ان ادرك خطورة ذلك واصطدامه مع معتقداته الدينية والوظيفية والقومية .
ومما ينبغي ابرازه هنا ان للاستاذ آل كداوي فضل كبير  على العمل المكتبي الموصلي ، سواء عبر عمله في المكتبة العامة المركزية او في مكتبة الاوقاف (1973) وحتى في تأسيس الامانة العامة للمكتبة المركزية لجامعة الموصل وتحمسه لادخال طريقة (ديوى) في الفهرسة ، واقناع الكثير من المثقفين للتبرع بالكتب وانشاء خزانات خاصة في المكتبة المركزية للمدينة باسمهم . وفي الكتاب صور عن حياته في الكويت وعمله هناك مفتشا للحجر الصحي ومن ثم زواجه وعودته الى الموصل وجهوده في فتح ( مكتبة الامل) المعروفة مع الاستاذ عبد النافع فاضل حامد الصيدلي ومزاملته للاساتذة غربي الحاج احمد ، ومحمود الجلبي ، وعدنان الرواي ، وساطع اسماعيل ، في المدرسة ومصادقته للاستاذ صادق الازدي صاحب جريدة قرندل الهزلية وقيام الشاعر محمد مهدي الجواهري بتعيينه جابيا للاشتراكات في جريدة الرأي العــام( البغدادية) .. واخيرا علاقته مع الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل والاستاذ عبد الجبار حسن الجبوري (ابو ثائر) وتقييمه للمرحوم عبد الحليم اللاوند امين المكتبة العامة المركزية ومن قبله الامناء السابقون للمكتبة واولهم احمد محمد العبد الله (النيلة) وعبد الجبار يونس ، ومحمد صالح الحبيطي ، واخيرا الحاج عبد الجبار محمد جرجيس . وللحقيقة والتاريخ ، لابد ان اقول بانني معجب منذ وقت وطويل بالاستاذ عبد الرزاق عبد القادر آل كداوي ونشاطه وحيوته..وكثيرا ما كنت اتحدث معه فاستفيد وقد قرأت في ذكرياته امورا جديدة ، ومعلومات طريفة عن المكتبات ودور السينما والملاهي في الموصل ،
ومما اعطى للكتاب قيمة اكبر احتواؤه على اصول المقالات والقصائد التي نظمها هو أو نظمها غيره لعل من ابرزها بعض القصائد الجميلة للاستاذ الدكتور عبد الجبار الجومرد اول وزير خارجية للعراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ومنها القصيدة التي انتقد فيها ظاهرة غلاء المهور في الموصل .. ومنحت الصور المرفقة نكهة طيبة للكتاب .. وكان بودي لو تخلص الكتاب من بعض الهنات المطبعية والنحوية والعلمية ومن ذلك على سبيل المثال ان الشيخ بشير الصقال لم يكن مفتيا للموصل ، وان عبد العزيز الجبوري لم يقتل في ثورة الشواف 1959 بل استشهد ، وان الاسدي هو الاستاذ (صادق الازدي) صاحب جريدة قرندل ، وان الجيش العراقي لم يتحطم بعد ثورة1941 ، وان القرية التي تقع قرب حمام العليل هي جهينة (الصلاحية) وليست جهوني ، وان معاهدة جبر ـ بيفن 1948 هي معاهدة بورتسموث (نسبة الى ميناء في بريطانيا) وان اسماعيل مصطفى هو المرحوم الاستاذ اسماعيل مصطفى الكتبي السلفي الاتجاه والنزعة ، وان كتاب الدكتور محمد صديق الجليلي رحمه الله هو (الاصطياف في حمام  العليل ) وليس (رحلة الى حمام العليل ) وان غزو نادرشاه للموصل سنة 1743 وليس 1753 وان مكتبة الدكتور الجليلي اهديت الى المكتبة الوطنية ببغداد وليس (مكتبة بغداد) وان الدكتور صلاح الدين الناهي كان استاذا في كلية الحقوق ببغداد وليس بدمشق .
...........................................................................................................
* علمتُ قبل قليل(24-3-2014 ) من الاخ الاستاذ ايثار احمد الديري ان الاستاذ عبد الرزاق عبد القادر ال كداوي قريبه وقد توفي قبل ثلاث سنوات وطلب من ان اكتب عليه فقلت له انه صديقي وقد كتبتُ عنه في جريدة فتى العراق العدد93 في10 تشرين الثاني2005 كما كتبت عنه في كتابي "شخصيات موصلية " المنشور من قبل مكتبة الجيل العربي في الموصل 2007 ...الرحمة لصديقي الاستاذ عبد الرزاق وجزاه الله خيرا على ما قدمه لدينه ومدينته ووطنه وامته ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...