الخميس، 27 مارس 2014

مؤتمر القمة العربية في الكويت ..هل حقق شيئا ؟







مؤتمر القمة العربية في الكويت ..هل حقق شيئا 
د.سناء عبد الله عزيز الطائي 
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل 

        لم يكن مؤتمر القمة العربية  ال(25 ) الذي انعقد في الكويت 25-26 اذار -مارس 2014  ، استثناءا من مؤتمرات القمة التي عرفناها  منذ اكثر من نصف قرن ...فهو   قد خرج بدون اية قرارات او توصيات حاسمة  ، واكتفى المؤتمرون بما سمي ب  "اعلان الكويت " الذي أصدرته دولة الكويت بأعتبارها الدولة المضيفة للمؤتمر ...والسبب  في ذلك كله هو ارتباك الوضع السياسي العربي والخلافات الحادة بشأن كثير من القضايا ومنها القضية السورية .
ومنذ يوم الاحد 23-3-2014 .. واثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب ناقش المجتمعون  عدة بنود أبرزها الخلافات حول تمثيل سوريا  في القمة التي تعقد تحت شعار "التضامن لمستقبل أفضل". وقد اعد وزراء الخارجية جدول  أعمال القمة ، وهي الأولى من نوعها التي تستضيفها الكويت منذ انضمامها رسميا للجامعة العربية في 20 يوليو/ تموز 1961 في ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة وصعبة وتطورات مهمة.ودعا وزير الخارجية القطري  السيد خالد العطية في كلمته لتسليم رئاسة القمة من قطر للكويت إلى تحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية، كما أعرب عن الدعم الكامل لكل ما يحافظ على وحدة الشعب السوري ويحقق تطلعاته، مؤكدا أن الوضع في سوريا بات أكثر تعقيدا ما يؤكد ضرورة تضافر الجهود لانتشال سوريا من هذه المحنة. وطالب العطية بالدعم السياسي والمادي والتضامن بحزم وتدعيم  قدرات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية  ، وحث مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته لإنهاء عملية القتل والتدمير التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب، ودعا في هذا الإطار إلى فرض وقف لإطلاق النار بقرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقد أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح -الذي تسلمت بلاده رئاسة القمة العربية- أن المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية إزاء "الجرح السوري النازف" منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الصباح إن تعثر مفاوضات جنيف2 بين النظام السوري والمعارضة "مدعاة للأسف" لكنه دعا المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مواصلة جهوده لاستئناف المفاوضات التي قال إنها السبيل الوحيد لانهاء الازمة في سوريا ، كما طالب الصباح السلطات في سوريا بوقف استهداف المدنيين ورفع الحصار عن كافة المناطق المحررة.


وفي الشأن الفلسطيني، دعا الصباح المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية وإلزام تل أبيب باحترام قرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ووقف انتهاكاتها على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
هذا وقد ركز  اجتماع وزراء الخارجية العرب  العرب على العديد من القضايا الأساسية ومنها متابعة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية، كما يتناول ملف الشرق الأوسط الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بيهودية إسرائيل.
كما تشمل المناقشات بحث التضامن العربي مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي، وتطورات الوضع في ليبيا واليمن ودعم السلام والتنمية في السودان.

كما  تناولت   المناقشات أيضا أمن الحدود و"الإرهاب" الدولي وسبل مكافحته وبناء القدرات الوطنية في المسائل المتعلقة بـ"الإرهاب" ومنع "الإرهابيين" من الاستفادة من مدفوعات الفدية ومن التنازلات السياسية مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وتطرق المجتمعون  أيضا إلى القرار الذي اتخذه الملك السعودي  عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا بشأن مكافحة "الإرهاب" ومعاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمي لتيار أو جماعة دينية أو فكرية متطرفة أو مصنفة كمنظمة إرهابية أو يؤيد أو يتبنى فكرها أو منهجها بأي صورة كانت أو الإفصاح عن تعاطفه معها بأي وسيلة كانت بالسجن المشدد.
وكانت الاجتماعات التمهيدية  للقمة قد شهدت خلافات حادة بين الدول العربية حول مقعد سوريا  في القمة ، الأمر الذي جعل الأمين العام للجامعة يحيل الموضوع إلى اجتماع وزراء الخارجية، بعدما فشل اجتماع الجامعة على مستوى المندوبين في حسم الخلاف.
وسيق لوزير  الإعلام الكويتي سلمان الصباح -في لقاء مع الجزيرة-  أن اعترف بوجود خلاف بين الدول العربية على شغل مقعد سوريا في القمة، مشيرا إلى أن الامر سيُبحث خلال اجتماع الوزراء اليوم، وأعرب عن أمل بلاده في أن تكون هذه القمة انطلاقا للعمل العربي المشترك. وقال إن هناك قضايا عربية تحتاج إلى حلول سريعة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، متمنيا أن تتوافر في قمة الكويت عناصر تساعدها على لمّ الشمل العربي في إطار روح التعاون الجماعي 
 لقد بدأت أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت  يوم  الثلاثاء 25 اذار -مارس سنة 2014 ، بمشاركة   13 من الرؤساء والقادة العرب  . فضلا عن  مندوبين بمستوى تمثيلي أقل.. وسط خلافات بين العديد من الدول العربية   بشأن قضايا عدة، على رأسها الأزمة السورية والأوضاع في مصر ، إضافة إلى التوتر بين بعض الدول الخليجية.  وكانت الاجتماعات التمهيدية على مستوى المندوبين والوزراء قد أخفقت في معالجة العديد من القضايا، حيث تم التوافق على تأجيلها إلى اجتماعات القادة العرب.
وقال مراسل  قناة الجزيرة سعد السعيدي إن ثمة توافقا بين قادة الدول على " تجميد القضايا محل الخلاف" . وكان وزير الخارجية العراقي  السيد هوشيار زيباري أوضح أن الخلاف الأكبر داخل القمة هو قضية من  يمثل سوريا  حيث تعذر على المجتمعين الاتفاق على تسليم مقعدها في القمة الائتلاف الوطني   لقوى الثورة والمعارضة السورية.  
       وكان القادة العرب عقدوا جلستين صباحية ومسائية،  وقد توقع المراقبون أن يتضمن 'إعلان الكويت' توجهات عامة لتحسين التضامن العربي، بالإضافة إلى توجهات تتعلق بقضايا مصيرية أبرزها قضية فلسطين  ، والوضع في سوريا ، ودعم لبنان وليبيا واليمن والصومال.
وفي   الجلسة الافتتاحية  ، دعا أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يتولى رسمياً رئاسة القمة العربية الخامسة والعشرين، إلى نبذ الخلافات المتزايدة بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية. ولاهمية كلمة امير الكويت الدولة المضيفة لمؤتمر القمة العربية ندرج ادناه نصها :
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أصحاب الفخامة والسمو معالي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أصحاب المعالي والسعادة ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم تحية أخوية صادقة وأرحب بكم إخوة كراما وضيوفا أعزاء في بلدكم الثاني دولة الكويت شاكرا لكم تلبيتكم دعوتنا لحضور أعمال الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية والتي تعبر عن حرصكم على التواصل للعمل في إطار جمعنا العربي وتجسد قناعتكم في أهمية دعم وتعزيز عملنا العربي المشترك ولا يفوتني هنا الإشادة بما بذلته دولة قطر الشقيقة بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من جهود مقدرة ومتابعة حثيثة لأعمال قمتنا في دورتها السابقة وما نتج عنها من قرارات أسهمت في دعم عملنا العربي المشترك.
أصحاب الفخامة والسمو تنعقد أعمال قمتنا هذه في ظل استمرار الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها العالم ومنطقتنا وما تمثله من تزايد في التحديات والمخاطر التي نواجهها مما يفرض علينا مسؤوليات جساما في بذل مزيد من الجهد وتكثيف المشاورات لمراجعة وتقييم ما تم اتخاذه من إجراءات واستشراف لآفاق المستقبل لتحديد مسارات تضمن لنا النهوض بعملنا العربي المشترك والارتقاء به إلى مستوى الطموح وبما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا في الأمن والرخاء والازدهار.
إننا مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل.
ولنا أيها الإخوة في تجربة القمم النوعية ما تحقق لها من نجاح مثال يدلل بوضوح على سلامة هذا النهج حيث أن ما حققته القمم الاقتصادية العربية من نجاح كبير لامست نتائجه احتياجات أبناء أمتنا وعملت على تحقيقها يؤكد سلامة توجهنا ودقة رؤيتنا وصواب تفكيرنا الأمر الذي يجعلنا نبحث عن آفاق أخرى جامعة تعزز وحدتنا وتقرب بين شعوبنا.
أصحاب الفخامة والسمو دعوني أتحدث إليكم بصراحة حول أمر محزن يحتاج منا إلى وقفة صادقة وجهد مخلص لإنهائه ألا وهو الخلافات التي اتسع نطاقها في أمتنا العربية وباتت تعصف بوجودنا وقيمنا وآمالنا وتطلعاتنا انشغلنا معها على حساب تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات. 
إننا مطالبون بنبذ هذه الخلافات والسعي الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة والعمل معا في إطار ما يجمعنا ويتجاوز التباعد بيننا فالأخطار كبيرة من حولنا ولن نتمكن من الانطلاق بعملنا العربي المشترك إلى المستوى الطموح دون وحدتنا ونبذ خلافاتنا.
إن مساحة الاتفاق بيننا أكبر من مساحة الاختلاف وعلينا أن نستثمر هذه المساحة من الاتفاق وأن نعمل في إطارها الواسع لنرسم لنا فضاء عربيا حافلا بالأمل والانجاز حتى نحقق الانطلاقة المنشودة ونكون قادرين على المضي قدما بعملنا العربي المشترك فالدوران في فلك الاختلاف الضيق سيرهقنا ويبدد وقتنا ويؤخرنا عن اللحاق بآمالنا.
أصحاب الفخامة والسمو إننا ندرك أن عملنا العربي المشترك لا يمكن له أن يستقيم دون أن نحقق معدلات التنمية المستدامة التي ننشدها لشعوبنا والتي تواجه تحديات جمة لعل في مقدمتها ما سيشهده العالم من شح في المياه الأمر الذي يجعلنا مطالبين ببحث دراسة ومصادر توفير هذا العنصر الهام وتعزيزها بما يضمن استمرار تدفقها وإبعاد شبح الصراع والتوتر عن عالمنا والذي توحي به وللأسف مؤشرات عديدة.
أصحاب الفخامة والسمو نعاني جميعا من ظاهرة الإرهاب التي تصاعدت مؤخرا تحت ذرائع وشعارات مختلفة دينية وعقائدية تهدف إلى قتل الأرواح البريئة وترويع الآمنين وتعطيل التنمية والمستهدف هو أمن العالم واستقراره والبشرية كيانا ومكتسبات.
لقد نبذت الأديان السماوية هذه الظاهرة البغيضة وجرمتها القوانين لتضع على عاتقنا مسئولية جسيمة في مكافحتها.
إننا مطالبون بمضاعفة جهودنا والانضمام إلى ركب الجهود الدولية الرامية لوأد هذه الظاهرة الخطيرة مهما كان شكلها أو هدفها أو مصدرها وتخليص البشرية من شرورها لينعم العالم بالأمن والاستقرار.
أصحاب الفخامة والسمو تدخل الكارثة الإنسانية في سوريا عامها الرابع حاصدة عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الأشقاء مدمرة كافة مظاهر الحياة مهجرة ما يقارب نصف تعداد سكان سوريا في ظروف معيشية قاسية في كارثة هي الأكبر في تاريخنا المعاصر ودعوني هنا أن أتوقف بكل الأسى والألم عند التقرير الأخير الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والذي أكد أن الكارثة في سوريا قد تسببت في ضياع جيل كامل إذ أن خمسة ملايين وخمسمائة ألف طفل سوري يعيشون في مهب الريح وأن ثلاثة ملايين طفل هجروا مدارسهم وأن معدل الضحايا من الأطفال هو الأعلى بين أي نزاع في وقتنا الحاضر إننا أمام واقع أليم وكارثة إنسانية وأخلاقية وقانونية لن تجدي معها عبارات التنديد ولن تنهيها كلمات الألم والحسرة فالخطر محدق والخسائر جسيمة ويخطأ من يعتقد أنه بعيد عن آثارها المدمرة والأيام أثبتت بأن خطر هذا النزاع المدمر قد تجاوز الحدود السورية والإقليمية ليهدد الأمن والاستقرار في العالم وأمام هذا الواقع المرير نكرر الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي ليعيد للعالم مصداقيته باعتباره الجهة المناط بها حفظ السلم والأمن الدوليين وأن يسمو أعضاؤه فوق خلافاتهم ليتمكنوا من الوصول إلى وضع حد لهذه الكارثة.
إننا نشعر بمأساة أشقائنا ونعمل جاهدين على التخفيف من وطأتها إذ استجابت بلادي الكويت مرة ثانية لنداء الأمين العام للأمم المتحدة فاستضافت المؤتمر الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا وقد تمكنا بفضل من الله تعالى ثم بمشاركتكم ومشاركة الدول الصديقة الفاعلة والسخاء المعهود في الوصول إلى الهدف الذي من أجله عقد المؤتمر لنساهم في التخفيف من معاناة أشقائنا ونؤكد لهم وقوفنا إلى جانبهم وقد تم تحويل كامل تعهداتنا خلال المؤتمر إلى الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة لتباشر بدورها الاستفادة من تلك المبالغ في توفير متطلبات أشقائنا.
أصحاب الفخامة والسمو ما زالت العقلية الإسرائيلية الرافضة للسلام والمقوضة لكافة الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرته تقف عائقا أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة التي نتطلع إليها وذلك عبر إصرارها على بناء المستوطنات والانتهاكات المتطرفة الهادفة إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه.
إننا لن ننعم بالاستقرار وبالسلام ما لم تتخل إسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم.
إن السلام العادل والشامل في المنطقة الذي نتطلع إليه جميعا لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
ومن هذا المنبر أجدد الدعوة إلى الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط لتحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان مشيدين في هذا الصدد بجهد الولايات المتحدة الأمريكية ودورها باستئناف التفاوض لعملية السلام في الشرق الأوسط.
أصحاب الفخامة والسمو نجدد الدعوة إلى الأصدقاء في إيران إلى مواصلة تنفيذ التعهدات الواردة في الاتفاق المبدئي الذي وقع والذي تضمن خطة العمل المشترك التي وقعتها مجموعة 5+1 (خمسة زائد واحد) وإيران في 24 نوفمبر 2013 بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك لتبديد القلق لدى دول المنطقة بشأن برنامجها النووي وبما يعزز ثقة المجتمع الدولي ويبعد كافة مظاهر التوتر عن منطقتنا لننعم بالاستقرار ونركز جهودنا في تحقيق تطلعات شعوبنا.
أصحاب الفخامة والسمو نهنئ الأشقاء في اليمن على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من توافق وطني يعد خطوة ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة ستسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الذي يأتي منسجما مع أهداف المبادرة الخليجية المجسدة للحرص على وحدة الجمهورية اليمنية واحترام خيارات شعبها الشقيق.
أصحاب الفخامة والسمو نهنئ الأشقاء في جمهورية مصر العربية على ما تحقق من خطوات مهمة في تنفيذ خارطة الطريق بما يحقق الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد العزيز ليعود لممارسة دوره الرائد تجاه قضايا أمتنا العربية متمنين لهم التوفيق والسداد في تحقيق تطلعات شعبهم الشقيق بالاستقرار والازدهار.
ونهنئ الأشقاء في لبنان على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والتي تأتي استحقاقا مهما في هذه الظروف الدقيقة لتتمكن من ممارسة مهامها في كل ما من شأنه استقرار لبنان وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.
كما نهنئ الأشقاء في تونس على إقرار الدستور الجديد ليرسم مرحلة جديدة تجسد حرص الأشقاء على تحقيق الاستقرار والتمسك بالديمقراطية والانطلاق في العمل على ازدهار بلدهم وتنميته.
أصحاب الفخامة والسمو أجدد الترحيب بكم متمنيا لكم إقامة طيبة ولأعمال قمتنا التوفيق والسداد.
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  فقد اشار الى  رسوخ العلاقات الاخوية بين بلده  وما اسماها " الشقيقة الكبرى مصر " بالرغم من الخلاف الشديد بين البلدين"' بحسب قوله، داعياً الى حوار وطني فيها.ومما قاله  عن  القضية الفلسطينية  إن إسرائيل هي المرض العضال في جسد الأمة العربية، وقال أأنه لابد من الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كاملة.  وقال إن غلق المعبر غير مبرر لا سياسيًا ولا أخلاقيًا .. واعلن عن تعهده في تزويد قطاع غزة  بالوقود وبكل الاحتياجات المعيشية، فليس من الإنصاف ولا من الرجولة أن يظل مليون نسمة تحت حصار القصف والجوع والظلام لمدة ثمان سنوات واضاف انه ليس من الإنصاف أن نتهم من يخالفوننا في الرأي سياسيا بأنهم إرهابيون. وتابع قائلا :  أن قضية أشقائنا في مصر لا تحل إلا عن طريق الحواروانه  ليس من الإنصاف أن نصف  دولا  تستضيف من يختلف البعض منهم سياسيا بأنها ترعي الإرهاب، فلكل دولة رأيها.ودعا  امير قطر القيادات الفلسطينية إلى إنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية، مجددا دعوة الدوحة لعقد قمة عربية مصغرة تشارك فيها الدول العربية "التي ترغب بالإسهام في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونحن على استعداد لاستضافة هذه القمة".وبخصوص الموضوع السوري، أكد الشيخ تميم أن النظام "ماضٍ في غيِّه دون وازع من ضمير"، مما خلف مئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، إلى جانب تسعة ملايين لاجئ ونازح، مشيرا إلى أن الجميع رحب بمؤتمر جنيف2، لكن النظام "جاء إلى المفاوضات رغما عنه، وفقط لتمرير الوقت"، فاستمر في قتل السوريين، فكانت نتيجة فشل المفاوضات متوقعة بسبب ذلك. وحث على اتخاذ خطوات لإنهاء الأزمة السورية بناء على قرارات الجامعة العربية والمرجعيات الدولية.كما ثمن الشيخ تميم ما حققه السودان "من تقدم لافت في إرساء السلام والأمن في دارفور " معبرا عن تقديره كذلك لـ"ما حققه الأشقاء في الصومال من خطوات في إعادة بناء مؤسسات الدولة وحكم القانون وفي الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الوطنية"، وذلك رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وعبر عن أمله في أن تنتهي أعمال العنف الجارية بالعراق، مؤكدا أن ذلك "لا يتحقق بإقصاء قطاعات اجتماعية أصيلة كاملة، أو اتهامها بالإرهاب إذا طالبت بالمساواة والمشاركة"، وشرح ذلك بقوله "نحن هنا جميعا ندين الإرهاب، ولا خلاف في هذا الموضوع، وللإرهاب مفهوم محدد: إنه استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية".
وأكد الشيخ تميم أنه لا يجوز "أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا"، معلنا أن ذلك من شأنه أن "يعمم الإرهاب بدل أن يعزله"، مضيفا "كما لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده". وحمل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض  السيد أحمد الجربا بقوة على إبقاء مقعد دمشق شاغرا في القمة العربية التي تستضيفها الكويت بعد سنة على تسليم المقعد للمعارضة في قمة الدوحة، معتبرا أن هذه الخطوة يفهمها النظام على أنها دعوة للقتل. المقعد السوري ظل شاغرا في قمة الكويت.وبارك أمير قطر للتونسيين "إنجازهم الدستوري الكبير"، وأشاد بسعيهم للبحث عن "التسويات ونبذهم الفرقة"، مثلما أشاد باليمنيين و"حكمتهم في اختيارهم طريق الحوار نحو بناء الدولة الحديثة وإرساء أسس نظامها".
وتحدث الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية فقال :إن مستجدات الأوضاع في المنطقة بات لها إنعكاسات واضحة على مجمل مسيرة العملية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، والتي أعتبرها من المقومات الأساسية للسلم والأمن العربي. وجدول أعمال القمة المعروض أمام حضراتكم اليوم يتضمن موضوعات تنموية في غاية الأهمية تم دراستها في الاجتماعات الفنية المتخصصة وتشمل متابعة تنفيذ القرارات الاقتصادية والاجتماعية الصادرة عن القمم التنموية الثلاث التي عقدت في الكويت 2009، وشرم الشيخ 2011، والرياض 2013، وأود الإشارة إلى أنه يجري حالياً التنسيق بين الأمانة العامة للجامعة والجمهورية  التونسية من أجل التحضير الجيد والفعال للقمة التنموية الرابعة والمقرر عقدها في مطلع عام 2015.
في هذا الصدد أود الإشادة بالتقدم المحرز في تنفيذ مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بشأن الصندوق الخاص بدعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة، كما أشيد بالإنجازات التي تحققت في مشروعات الربط الكهربائي العربي، وبإقرار الإستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة والتي أصبحت من الموضوعات التي تحظى بالأولوية في أجندة العمل العربي التنموي.
معروض أمام القمة اليوم مبادرة جديدة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة التي تتمتع بها المنطقة العربية بالتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية، وأيضاً موضوعات أخرى ذات الصلة بمتطلبات استكمال البرنامج التنفيذي لإعلان منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإزالة العقبات أمام إنشاء الاتحاد الجمركي، وغيرها من الموضوعات الخاصة بتشجيع الاستثمارات في مجال قطاع الزراعة والأمن الغذائي العربي.
لقد أثبتت التغيرات التي شهدها الوطن العربي¬ على مدار السنوات القليلة الماضية تعاظم الحاجة إلى الاهتمام بمجالات الثقافة والفكر والمعرفة، لإحياء روح النهضة، ومواجهة الأفكار الظلامية والإرهاب الفكري، وسد الفجوة المعرفية التي يعاني منها الوطن العربي.. وهو دورً يحتاج لمناخِ من حرية الفكر والإبداع، للتعامل مع تحديات الواقع الجديد الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية، ولابد في هذا الصدد النهوض بالثقافة والتعليم والفنون وتعميق التواصل المعرفي فيما بين المجتمعات العربية ومن حولها.
السيد الرئيس،
إن التحديات التي واجهت العالم العربي في السنوات الأخيرة، التي عرضت بعضاً منها، أثبتت ما أكدته من قبل من أن ميثاق جامعة الدول العربية وآلياتها الحالية لم تعد كافية لمواجهة متطلبات العصر. فلقد وضح جلياً أهمية أن تعمل الجامعة العربية بشكل أكثر فاعلية في حفظ السلم والأمن في المنطقة العربية، كما بات واضحاً ضرورة أن تساهم الجامعة في عملية التطور التي تشهده عدد من الدول العربية لترسيخ مفهوم الحكم الرشيد باعتباره من أسس الأمن القومي العربي.
وفي هذا الصدد، ولتحقيق بعض من هذه الأهداف، أمل أن توافق القمة على بدء تنفيذ بعض هذه الإصلاحات، وفي مقدمتها تطوير مجلس الأمن والسلم العربي ليصبح أكثر فاعلية وقدرة على التعامل مع الأزمات والنزاعات التي تنشأ في المنطقة، وكذلك سرعة إقرار النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، والانتهاء من إعداد النظام الأساسي لإنشاء محكمة العدل العربية التي نصت عليها المادة العشرين من ميثاق الجامعة لتنظر فيما تحال إليها من نزاعات بين الدول العربية، كما أود أن أشير إلى الاقتراح الذي تقدمت به من أجل إيجاد آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية تكون قادرة على التحرك السريع والقيام بمهام تنسيق الجهود بين مختلف المنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية المعنية بهذا الشأن.
السيد الرئيس،
أود قبل أن أختم كلمتي أن أذكر بما سبق أن أشرت إليه من قبل أمام مجلس الجامعة في سبتمبر 2011 بأن: الجامعة ومؤسساتها عليها أن تكون جزءاً من التغيير الذي يدور حولنا: فإما نجعل منها قناة للتغيير المسئول أو نتركها للتيار العارم يجرفها في طريقه، واننا لقادرون ان توافرت النوايا لدى المسئولين عن صنع السياسات العربية علي تفعيل المنظمات والاتفاقات الجماعية العربية، ونستطيع ان نبني انجازات ملموسة مثلما فعلت تكتلات اقليمية اخرى، وأود أن أشير وبكل وضوح وبكل أمانة إلى أنه علينا أن نعترف بأن أطر العمل السياسي المعتمدة حالياً في الجامعة العربية لم تنجح في تنسيق السياسات العربية على الوجه المنشود، وبأن خلافات الدول الأعضاء أضعفت من قدرة الجامعة العربية على التحرك الفعال، وأن المواطن العربي في جميع الدول العربية أعياه الحديث عن نجاحات علي مستوى العمل العربي المشترك لا يرى لها أثراً فعلياً في شئون حياته اليومية، كما أن المواطن العربي لم يعد بالإمكان عزله أو حجز حريته، لكونه أصبح قادراً على التواصل الفعال وبحرية مع واقعه ومحيطه، متمسكاً بحقوقه وبقيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهذه أصبحت من المسلمات.
وبحكم المسئولية التي حملتموني إياها، لابد أن أتساءل عما إذا كانت الفرصة لا تزال سانحة لاستعادة روح المبادرة واستعادة وحدة الموقف العربي حتى يمكن مواجهة التحديات الراهنة بجدية وفاعلية، ويحدوني الأمل أن تتمكن أعمال هذه القمة من الإسهام في بلورة مثل هذا الموقف العربي الفعال لمواجهة التحديات الجسام التي تواجه المنطقة وما يعتري العلاقات العربية من شوائب وعوائق لنتمكن من استعادة روح التضامن العربي الحقيقي والتحرك نحو شعار هذه القمة "التضامن من أجل مستقبل أفضل" لتحقيق طموحات شعوب الدول العربية في التغيير والإصلاح والأمن والاستقرار.
 ثم القى السيد أحمد   بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي  كلمته في الجلسة الافتتاحية ومما قاله : أتشرف بالوقوف أمامكم اليوم نيابةً عن البرلمان العربي .. الذي أكدتم بمناسبة إقراركم لنظامه الأساسي، عن إيمانكم العميق .. بحاجة الأمة العربية لمؤسسة برلمانية تعتمد الشورى والديمقراطية مبدءاً و منهجاً. وتكون أداة للحوار والقرار .. وشريكاً فاعلاً في رسم السياسة العربية المشتركة .. تأكيداً لتوثيق الروابط بين الشعب العربي.
وتطبيقاً للنظام الأساسي للبرلمان العربي .. وبعد إنتخاب أجهزته ووضع نظامه الداخلي وجميع لوائحه .. شرع في مباشرة إختصاصاته .. التي أكدتم على وجوب ممارستها بما يعزز العلاقات العربية العربية" وأضاف :" نتابع كبرلمان عربي مسيرة العمل العربي المشترك في جميع مجالاته، ونسجل بإرتياح بالغ التجاوب الفوري والإيجابي لأعضاء مجلس وزراء الداخلية العرب .. مع الدعوة الموجهة لهم من قبل جلالة الملك محمد السادس –حفظه الله- ملك المملكة المغربية بإعتماد مقاربةٍ تقضي بجعل المواطن في صلب السياسات العمومية في إطار شراكة مجتمعية قوامها التكامل بين الدولة والمواطن .. والإندماج الإيجابي بين متطلبات الأمن ومستلزمات التنمية .. وصيانة حقوق الإنسان .. لارتباطها الوثيق والمباشر بموضوع الأمن القومي العربي. ولهذا فإننا في البرلمان العربي نبدي إستعدادنا التام .. للعمل على بلورة أرضية للمساهمة في تفعيل هذه المقاربة في أقرب وقت ممكن لإيماننا العميق بإستحالة تحقيق أية تنمية مستدامة في ظل غياب التكافل الإجتماعي والأمن .. داخل الوطن العربي .. والذي لا يمكننا أن ننجزه دون التفكير في السبل التي تمكننا من تحقيق تكامل إقتصادي بين أقطار أمتنا العربية .. بما يحقق المصالح العليا لها ويمكنها من عناصر القدرة والقوة والنفوذ
ونعلن في نفس الوقت تأييد البرلمان العربي المطلق لكل القرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، ونعلن بكل قوة إدانتنا للإرهاب مهما كانت دوافعه، وندين كذلك العمليات الإرهابية التي يتعرض لها مواطنونا من الشعب العربي ورجال الأمن في كل من الجزائر ، ومملكة البحرين، وتونس، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والعراق، وليبيا، ولبنان، واليمن، والصومال.
ونثمن قرار مجلس وزراء الداخلية العرب بإنشاء مكتب عربي للأمن القومي بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
فيما يتعلق بالقضية السورية، فإن البرلمان العربي يدعم وحدة الأراضي السورية وعودة الإستقرار ويؤكد أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، كما يرفض البرلمان العربي كافة أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري، كما نؤكد على الحفاظ على الدم السوري بكل طوائفه ومكوناته وندين كافة الإعتداءات على الشعب السوري، كما نحمل المجتمع الدولي مسؤولياته أمام ما يتعرض له هذا الشعب الأعزل من قتل وتهجير .. لا لشيئ إلا لمجرد مطالبته بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم.
و نثمن عالياً دور دول الجوار السوري التي تحتضن اللاجئين السوريين ونخص بالذكر المملكة الاردنية الهاشمية ولبنان .. رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها .. ونشيد بدور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح –حفظه الله- في دعم الشعب السوري من خلال مؤتمري المانحين اللذين أقيما على أرض دولة الكويت الشقيقة.
إننا في البرلمان العربي نؤكد على دعمنا الكامل للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في السيادة الكاملة على أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. كما نؤكد في البرلمان العربي على الإيقاف الفوري للتوسع الإستيطاني وأعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى.. أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. وندعو المجتمع الدولي للتصدي لأي قانون أو ممارسات من شأنها تهويد القدس أو المساس بهويتها العربية .. الإسلامية والمسيحية .. كما نؤيد ونتضامن وندعو لتفعيل .. أعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 عاماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. وفي هذا السياق، فإن البرلمان العربي يثمن عاليا مبادرة جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لدعم صمود المدن الفلسطينية بمبلغ 200 مليون دولار، داعين لمزيد من مثل هذه المبادرات الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني.
كما أن البرلمان العربي يقف خلف القيادة العربية والشعب العربي في مطالبته بدعم مطالبة دولة الامارات العربية المتحدة إيران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى) .. وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية.

ختاما،،، إننا في البرلمان العربي ندعو دائما الى وقوف الشعوب والحكومات صفاً واحداً في مواجهة تحديات المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن العربي الكبير أيا كانت داخلية أو خارجية .
وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس الاجتماع عن الشكر والتقدير لجميع المسؤولين العرب الذين شاركوا في اللقاء. كما أشاد الشيخ صباح  بإسهاماتهم القيمة ومداخلاتهم الثرية مقدرا للجميع الروح الأخوية الودية التي سادت المداولات من أجل تحقيق توافق على مجمل أجندة الاجتماع "مما يهيئ لسير سلس ويسير لأعمال القمة المرتقبة المقررة الثلاثاء المقبل.
وتناول الشيخ صباح الخالد في كلمة أمامهم العديد من القضايا العربية وفي مقدمتها الازمة السورية والقضية الفلسطينية واصلاح منظومة العمل العربي المشترك والتنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها من ابرز مرتكزات التنمية المستدامة.
وجدد الشيخ صباح الخالد مطالبة السلطات السورية بالكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان من خلال القصف الجوي واستخدام البراميل المتفجرة ورفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء سوريا.
كما طالب بالسماح بخروج آمن للمدنيين وافساح المجال لدخول وكالات الاغاثة الدولية والمساعدات الانسانية وفقا لقرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة واستجابة لقرار مجلس الأمن رقم 2139 بشأن الوضع الانساني في سوريا مع ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري.
ودعا الشيح صباح المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى الاستمرار في بذل المزيد من الجهود لمواصلة عمله مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات مؤكدا أن "لا حل عسكريا للأزمة في سوريا.. فالحل السياسي وطاولة المفاوضات هما الإطار الأنجع والطريق الأوحد لتسوية شاملة تنهي هذا الصراع الدامي".
وفي الشأن الفلسطيني شدد الشيخ صباح الخالد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الامن واللجنة الرباعية الدولية بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الوحشية التي شنتها اسرائيل في قطاع غزة مؤخرا والحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع وكذلك الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى وتغيير التركيبة الديمغرافية لمدينة القدس واستمرار سياسة الاستيطان.
وحول منظومة العمل العربي المشترك اكد الشيخ صباح الخالد استمرار عملية إصلاح تلك المنظومة مع دراسة ما يطرح من أفكار ونماذج تهدف الى زيادة فعالية آليات العمل العربي المشترك.
وعن الشق الاقتصادي والاجتماعي قال الشيخ صباح  ان هذا الشق يظل أحد أبرز مرتكزات التنمية المستدامة والتطور في عالم اليوم والذي تسعى فيه الدول الى تحقيق معدلات نمو تضمن العيش الكريم لمواطنيها معربا عن الامل بأن تصب مشاريع القرارات في تعزيز التعاون والتنسيق العربي في المجالات الاقتصادية والتنموية المختلفة.
أما ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز،  فقد أكد في كلمته على  إنه لابد من تضافر الجهود لتجاوز الصعوبات التي تمر بها الأمة العربية، وشدد في كلمته على أن القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات المملكة، مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية تقوض كل الجهود للتوصل إلى السلام.وقال ولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز إن المجتمع الدولي "يخادع" المعارضة بعدم توفير السلاح لها وتركها "فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا".
وقال العاهل الأردني  الملك عبد الله بن الحسين في كلمته إن الأردن يستضيف مليون و300 ألف لاجئ سوري، مؤكدا أن استمرار الأزمة السورية سيكون له نتائج كارثية على العالم.
وطالب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بحل سريع وعاجل للأزمة السورية، داعيا العرب إلى دعم لبنان في كافة المجالات حتى يواجه الأزمة، ومشيدا بدور السعودية الداعم في هذا المجال.
وفي كلمته، قال الرئيس المصري عدل منصور إن ثورة 30 يونيو -حزيران إندلعت لتحول دون اختطاف مصر وتغيير هويتها، معلنا اقتراب مصر من إتمام بنود خارطة الطريق السياسية في البلد، ومؤكدا 'سعي مصر لبناء دولة حديثة'.
وطالب  الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بحل سياسي لإنهاء النزاع السوري، منددا باستمرار إسرائيل في الاستيطان وخنق الاقتصاد الفلسطيني.
وركزت كلمة السيد  نائب رئيس  جمهورية العراق السيد خضير الخزاعي على ضرورة المكاشفة والمصارحة والمصالحة ، وحثت الدول على التكاتف في دحر الارهاب ومنابعه، كما حذر الخزاعي في الكلمة من مخططات مخابراتية تحاول النيل من المنطقة ، واكد ان" الارهاب يتربص بالجميع وواهم من يعتقد انه بعيد عنه  .وأضاف السيد  الخزاعي ان" خلافاتنا العربية لم تعد سراً ولم تكن تبايناً سياسياً أو تنظيرياً وانما تطورت سلباً لتكون صراعاً دموياً يتخندق فيه عرب ضد عرب والضحايا هم العرب وحدهم والارهاب اصبح اليوم آفة خطرة وشر مستطير يخطئ من يتصور انه أزمة مصــدرة أو معضلة مستوردة انه بصراحــة صناعــة عربيـة واسلامية بامتيـــاز.ونقل الخزاعي في كلمته خلال مؤتمر القمة رسالة العراق بالقول:" أحملها اليكم باقة ودٍّ ووردٍ تعبر عن اخوة صادقة وانتماء عميق لأمتنا العربية" واكد الخزاعي ان" الواجب الشرعي والقومي والأخلاقي يفرض علينا تشكيل جبهة عربية عريضة لمواجهة الارهاب في كل مكان وسوف يضع العراق تجربته الطويلة في حربه مع الظلاميين بين ايدي الحكومات العربية المبتلية به أو تلك التي تعتزم مواجهة هذا الاجرام العابر للحدود والأوطان والطوائف والأديان،لأن الارهابيين أعداء للحياة وأعداء للانسان ولا فرق لديهم بين ميّت دفين ينبشـــون قبـــره أو حيّ يشقون صـــدره ليمثلوا بــه أو أسيـــرأوجريــح يحــزون نحره ويلهون برأسه ولذلك لابد لنا من كشف فضائحهم وتسليط الأضواء على اجرامهم وتبادل المعلومات لملاحقة فلولهم".
ومن ثم توالت كلمات الاعضاء المشاركين في المؤتمر ومنها كلمات جيبوتي والسودان وتونس وموريتانيا .
ان مما يمكن ملاحظته في هذا المؤتمر ان هناك خلافا غير  مسبوق بين أعضاء في مجلس التعاون الخليجي حول دعم دولة قطر  للإخوان المسلمين في مصر. كما ان دولا خليجية اخرى - ومنها السعودية-  تعد ما تقوم به  دولة قطر  حول دعمها للاسلاميين  في المشهد السياسي في المنطقة،  تدخلا في شؤونها. وكما هو معروف  كذلك فأن هذا الخلاف ادى  إلى استدعاء السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من قطر في الخامس من مارس/آذار متهمين الدوحة بعدم الالتزام باتفاق ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى،  وثمة من يتحدث عن خلاف  محتدم بين العراق والسعودية حول العنف في محافظة الأنبار العراقية.
وقد عرضت الكويت، التي لم تسحب سفيرها من الدوحة، التوسط لإنهاء الخلاف،  وكانت تأمل في أن يتم ذلك  في إطار مؤتمر القمة، على الرغم من إدراك المسؤولين الكويتيين أن الخلاف حاد بين قطر وجيرانها. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه القضية ستطرح في المؤتمر قال  السيد خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتي "إن المصالحة الخليجية والقضايا الخليجية يجب أن تبقى داخل جدران البيت الخليجي".
لقد أوردت هيئة الاذاعة البريطانية  BBC في تقرير  لها عن القمة في 25 اذار 2014  ان   المعارضة السورية في القمة العربية   طالبت  بتزويدها بأسلحة "متطورة"، بينما أكدت السعودية ضرورة تغيير الميزان العسكري على الأرض "لإنهاء هذا المأزق". لكن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا الأخضر الإبراهيمي أكد ضرورة التوصل "لحل سياسي" للصراع القائم منذ ثلاث سنوات "ووقف تدفق الأسلحة لجميع الأطراف". وكرر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا دعوته المجتمع الدولي لتوفير "أسلحة متطورة" للمعارضة السورية خلال قمة الكويت التي تستمر يومين. وقال الجربا في كلمته "لا أدعوكم إلى إعلان حرب، وإنما إلى دعم قضيتنا وإيجاد حل لها"، داعيا القادة العرب إلى ممارسة الضغط على المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته بتزويد المعارضة بالسلاح. وقال لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن المعارضة تحتاج بصورة ملحة إلى "صواريخ مضادة للطائرات" للتصدي لقنابل البراميل المتفجرة التي يقول نشطاء إن قوات الحكومة السورية استخدمتها بكثافة ضد المقاتلين والمدنيين على حد سواء. واعتبر الجربا أن الإبقاء على مقعد سوريا في الجامعة العربية شاغرا، وعدم تسليمه للمعارضة يبعث برسالة خاطئة للأسد "بمواصلة القتل".
القى  نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي اراستوس موينشا ، كلمة أمام أعمال الدورة العادية ال25 لمجلس جامعة الدول العربية،  فقال إن الاتحاد الافريقي مستمر في متابعة التطورات في الدول العربية بما في ذلك المساعي الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.  واعتبر أن "مشاركة الاتحاد الافريقي في أعمال القمة العربية يجسد العلاقات الممتازة بين الجامعة العربية والاتحاد والتي تعود إلى روابط تاريخية بين الشعبين العربي والافريقي". 
وأضاف موينشا أن العلاقات بين الجانين تعززت على مدى سنوات مضت ومنذ نضال الدول الافريقية ضد الاستعمار ونظام الفصل العنصري ، معربا عن الامتنان للدعم الذي قدمته الدول العربية من اجل تحقيق استقلال الدول الافريقية من الاستعمار. وأشار إلى أن افريقيا والوطن العربي يمتلكان موارد بشرية واقتصادية هائلة، وقال "ولذلك فإنه يترتب علينا مسؤولية مشتركة لتنسيق جهودنا وبرامجنا من أجل استخدام تلك الموارد بشكل أفضل وإحراز تقدم في مشاريع التنمية".
وقد تابعت ( وكالات الانباء ) ما خرج به المؤتمر واشارت الى ان مؤتمر القمة العربية في الكويت دان ' في اعلانه الذي أصدره القادة العرب في ختام قمتهم الـ25 في الكويت اليوم الاربعاء26-3-2014 ،  ما اسماه بمجازر النظام السوري بحق المدنيين، مؤكداً دعم الائتلاف ممثلاً شرعياً للسوريين، مع ضرورة الدعوة لحل الأزمة السورية سياسياً، إلا أنه لم يحسم موضوع منح مقعد سوريا بالجامعة العربية للائتلاف
. وشدد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله الذي تلا البيان الصادر في ختام القمة التي عقدت على مدى يومين على أن الدول العربية تتعهد بالعمل بحزم لوضع نهاية لخلافاتها، والعمل على دعم ومساندة الدول العربية التي تمر بمراحل انتقالية. كما أكد 'إعلان الكويت' الرفض 'القاطع والمطلق' للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو مبدأ تشترطه إسرائيل ويهدد بافشال الجهود الأميركية لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  ودعا القادة العرب مجلس الأمن إلى 'تحمل مسؤولياته لحل الصراع' الإسرائيلي الفلسطيني على 'أساس حل الدولتين بحدود 1967'.
وبشأن لبنان أكد المؤتمر على أهمية التضامن مع لبنان، والحرص على سلامة الدول العربية ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى تكريس الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية.كما دعا القادة العرب مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على  أساس حل الدولتين بحدود 1967.كما أكدت القمة دعمها مقررات قمة الدوحة الخاصة بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
ودعا البيان إلى عقد قمم عربية نوعية، تتعهد بإنهاء الخلافات العربية، وأكد الالتزام بميثاق ومبادئ الجامعة العربية، وتعهد بمساعدة الدول التي شهدت انتقالا سياسيا.وأكد دعمه الدولة الليبية ووحدة أراضيها، ورحب بنتائج الحوار الوطني في اليمن، كما طالب إيران بالاستجابة لمبادرة الإمارات بإيجاد حل سلمي للجزر المحتلة.
ورفض البيان التدخل في شؤون السودان الداخلية، كما أكد من جديد إدانة الجامعة الإرهاب أيا كانت دوافعه وأشكاله ومبرراته.
وعقب الانتهاء من إعلان بنود البيان الختامي للقمة العربية الـ25، أعلن الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور أن القمة العربية الـ 26 ستعقد في القاهرة.

واكد البيان الختامي للقمة العربية الخامسة والعشرين التي اختتمت أعمالها الأربعاء  26-3-2014 في الكويت على  ضرورة دعم " الائتلاف الوطني السوري " المعارض باعتباره 'ممثلا شرعيا للشعب السوري'.

واوضح البيان الذي تلاه وكيل وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله على 'الترحيب' في شغل الائتلاف الوطني السوري مقعد دمشق في الجامعة العربية كـ'ممثل شرعي' للشعب السوري دون ذكر عبارة 'وحيد'، على أن يتم استكمال الخطوات القانونية لتحقيق ذلك. ويذكر ان مقعد سوريا ظل شاغرا هذه السنة بعد أن شغلته المعارضة السورية في القمة العربية الماضية في الدوحة.

أما الأمين العام للجامعة العربية  الدكتور نبيل العربي  فقد أوضح في مؤتمر صحفي لاحق بأن القمة قررت مشاركة الائتلاف السوري في اجتماعات القمة المقبلة بصفة استثنائية دون أن يترتب على ذلك أي التزامات قانونية من جانب الجامعة أو دولة المقر مصر.

وأوضح  الدكتور العربي أن الجامعة العربية لا تناقش تزويد المعارضة السورية بالسلاح ولا علاقة لها بذلك. وتطالب المعارضة السورية تزويدها بسلاح نوعي يمكنها من التقدم على الأرض في النزاع الذي دخل عامه الرابع. كما دعا البيان إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق مقررات مؤتمر جنيف 1، وأدان ما وصفه بـ 'مجازر النظام السوري'.

وحول القضية الفلسطينية، أكد البيان على الرفض 'المطلق' للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو مبدأ تشترطه إسرائيل ويهدد بإفشال الجهود الأميركية لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  وتعهدت الدول العربية في البيان بالعمل بحزم لوضع نهاية لخلافاتها.  
اننا نرى بأن مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الكويت عمق من الخلافات العربية أكثر من الاسهام في حلها وتعميق الخلافات لم يقتصر على الملوك والرؤساء والقادة العرب وانما اتسع ليشمل الشارع العربي ففيما يتعلق  بموقف  دولة قطر من مصر وكلمة اميرها الشيخ تميم بن حمد  فأنها استقبلت بكثير من السخط في مصر فقد انتقد عدد من السياسيين والمحللين وكتاب المقال في الصحف المصرية الكلمة  بأنها تتناقض كليا عن الموقف القطري الحقيقي وانها تدخل سافر في حياة مصر الداخلية خاصة من خلال توصيته لفتح حوار مع انصار جماعة الاخوان المسلمين وقد عبر الدكتور وحيد عبد المجيد المستشار بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية عن الموقف المصري وعد كلمة الشيخ  تميم بأنها تعبر  عن ازدواجية فى الموقف القطرى من مصر، وقال أن خطاب قطر السياسى والإعلامى يختلف كلياً عن الممارسة والموقف الفعلى تجاه النظام المصرى. وأضاف عبد المجيد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، صباح  الثلاثاء، أن كلمة "بن حمد" لا تعبرعن السياسة القطرية الحقيقية، مؤكداً أن السياسيات التى ينتهجها النظام القطرى فعلياً معادية للإرادة المصرية. وبشأن الوضع في العراق والموقف العراقي مما يجري في سوريا فأن نائب الرئيس العراقي الدكتور خضير الخزاعي  قد انسحب من الجلسة عندما بدأ السيد أحمد الجربا  رئيس الائتلاف الوطني السوري كلمته وكما هو معروف فأن العراق يدعو الى حل القضية السورية حلا  سلميا ومن خلال الحوار .كما انه يتخوف من ان يمتد العنف في سوريا الى بلاده جراء تعاظم دور الجماعات المقاتلة وخاصة تلك المتشددة .
ان من الامور التي ينبغي ان نلاحظها ان ثمة انقسام شديد بين المحللين السياسيين فكل فريق كان يرى في توصيات المؤتمر وما يتلاءم وسياسة بلده أو قل ما هو يريده من هذا المؤتمر فثمة من أكد  ان القمة  ميلاد جديد للعرب، ويمكن البناء عليها في المراحل المقبلة،  في حين كد آخرون أنها لم تستجب سوى للحد الأدنى من التطلعات، مرجعين ذلك لاضطراب الأوضاع الداخلية بالدول العربية. والى شيء من هذا القبيل اشار  الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر المصري ، إن القمة تعد ميلادا جديدا للعرب وتفتح المجال للعمل العربي المشترك المتمثل في توقيع اتفاقيات دفاع مشتركة، وتفعيل اتفاقيات مواجهة الإرهاب، والسوق العربية المشتركة، مشيرا إلى أن الأزمات التي تواجهها الدول العربية كانت ذات فائدة، وجعلت الجميع يبحث عن المصلحة العامة ويدرك أهمية التوحد ولم الشمل، وهو ما انعكس في الكلمات التي ألقاها القادة العرب   وقد أشاد بخطاب الرئيس عدلي منصور خلال القمة، مؤكدا أنه "متزن" ويؤكد أنه رجل دولة بالمعنى الحقيقي لكنه  انتقد خطاب أمير قطر، قائلا: "على قطر أن تدرك أن علاقات الأخوة ليست بالكلمات وإنما بالأفعال، وعليها أن تتخذ عدة خطوات لإثبات حسن النية وفي مقدمتها وقف هجوم قناة الجزيرة على مصر وثورة يونيو". أما  المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة،  فقال إن البيان الختامي للقمة عبر عن الحد الأدنى لما يمكن أن تتوافق عليه الدول العربية، ولم يكن ملبيا لتطلعات المواطنين الذين كانوا يأملون في أن تصدر عنها قرارات جماعية بمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وأن يتخذ القادة العرب مواقف أكثر إيجابية لدعم مصر، على غرار ما فعلته المجموعة الأوروبية مع اليونان حينما تعرضت للإفلاس وتم دعمها بـ 400 مليار دولار، مؤكدا أن دعم الدول العربية لمصر منذ ثورة يونيو وإلى الآن لم يزد عن 10 مليارات ونصف، مشددا على أن البيان الختامي للقمة - بعد أن يجف مداده- لن يكون له أي تأثير. وأكد نبيل زكي، المتحدث باسم حزب التجمع، أن أهم ما في القمة خطاب المستشار عدلي منصور الذي تطرق لأول مرة لقضايا عملية وليس مجرد كلام إنشاء، مؤكدا أنه بمطالبته تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وضع يده على القضية الكبرى التي يعاني منها الوطن العربي الذي تسعى الجماعات المتطرفة لإسقاط جيوشه لصالح أمريكا وإسرائيل.
وأشار إلى أنه لم يكن ينتظر أن تحل القمة القضية الفلسطينية أو تتخذ خطوات حقيقية في اتجاه الوحدة العربية، في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها الوطن العربي . وأشادت إيمان المهدي، عضو مؤسس لحركة تمرد، بإدانة القادة العرب للإرهاب في بيانهم الختامي، مؤكدة أنها تعد تصديقا على قرار مصر بجعل جماعة الإخوان "إرهابية"، بداية للتوجه للمسار الصحيح لنبذ العنف الذي يشهده المجتمع العربي، معربة عن أملها في أن تخرج القمة المقبلة التي تستضيفها مصر بقرارات أكثر حسما.
وقد اشاد وزير الخارجية السوداني علي كرتي بالقمة العربية التي اختتمت اعمالها  في الكويت وقال انها  نجحت بفضل حكمة وحنكة سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بجانب الحوارات التي تمت مع الاطراف المختلفة. وقال كرتي للصحافيين بمطار الخرطوم لدى عوده الرئيس السوداني عمر البشير من الكويت "ان القمة جرت في اجواء توافقية ولم يكن هناك ما يعكر صفوها كما تحدث البعض قبل انعقادها". واضاف ان الموضوع السوري هو الموضوع الوحيد الذي لم يكن قد تم التوافق عليه موضحا انه "تم الاتفاق ان يظل مقعد سوريا شاغرا الى شهر سبتمبر المقبل". وذكر الوزير السوداني ان الامل معقود على ان تواصل القمة العربية التركيز على المبادرة التي طرحها السودان عن موضوع الامن الغذائي العربي موضحا "ونحن نامل في ان تكتمل الدراسات حول المبادرة كما ذكر في البيان الختامي للقمة وان تكون هي المبادرة العربية الاساسية". 
واشاد وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح بالجهود الكبيرة التي بذلها الاعلاميون العرب ووسائل الاعلام العربية اثناء تغطية اعمال الدورة ال25 لمجلس جامعة الدول العربية. وقد  جاء ذلك خلال استقبال الشيخ سلمان الحمود الليلة كلا على حده الاعلاميين محمد غبريس وبسام فليحان وانطوان نوفل وجورج سمعان وغسان شربل وهدى الحسيني ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام محمد عبدالهادي ورئيس تحرير الدستور الأردنية محمد التل ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي.
واكد الشيخ سلمان اهمية الاعلام باعتباره المكمل لأي قمة فهو يعد عين الشعب على هذه القمم وله دور كبير في نقل الصورة للجمهور. وقد اشاد الاعلاميون   بما شهدته القمة من حراك دبلوماسي والدور الكبير الذي قامت به دولة الكويت لاستضافتها في مثل هذا الوقت الحساس بحكمة وخبرة وسياسة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
 لقد شكل (اعلان الكويت) الصادر في ختام القمة العربية-من وجهة نظر الكويت الدولة المضيفة للمؤتمر -  ملامح العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة من اجل التأسيس لمرحلة ومرجعية سياسية واقتصادية وتنموية تجسد شعار الاعلان (تعزيز التضامن العربي لتحقيق نهضة عربية شاملة).
 وأبرز  الاعلان الذي اعتمده القادة ورؤساء الوفود العربية الى قمة الكويت صعوبة حلحلة الملفات الساخنة في الدول العربية والتي كان عنوانها الأبرز الشأن السوري والقضية الفلسطينية وقضايا مكافحة الإرهاب في ظل غياب العمل المشترك والانقسام العربي الذي يعتبر عائقا رئيسيا امام معالجة القضايا العربية.
كما أكد الاعلان  ان تعزيز التعاون العربي ونبذ الانقسام عبر الحوار المثمر وضبط إيقاع العلاقات والمصالح بين الدول العربية امر اساسي لا مفر منه باعتباره السبيل الامثل لمعالجة قضاياها الساخنة وتداعياتها.
وتبرز اهمية انعقاد قمة الكويت في موعدها الحاحا على ضرورة لقاء القادة العرب وإجراء اتصالات مباشرة بهدف التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع الخطيرة في المنطقة العربية وصولا الى صياغة علاقات ايجابية مستقرة للتعاون وإعطاء قوة دفع نحو تحقيق نمط جديد للعلاقات العربية العربية.
وكرس (اعلان الكويت) بشعاره مفهوم التضامن العربي وأهمية تعزيزه لتحقيق نهضة عربية شاملة استنادا الى ما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول العربية الرامية الى توطيد العلاقات العربية العربية وتعزيز اواصر الصلات القائمة بين الدول العربية من اجل الارتقاء بأوضاع الامة العربية وتعزيز مكانتها.
وتناول الإعلان الاوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي برؤية عميقة لتصحيح المسار بما يحقق مصالح دول وشعوب الوطن العربي ويصون حقوقها ويدعم مكاسبها فيما أكد قدرة الدول العربية على تجاوز الصعوبات السياسية والامنية التي تعترضها وبناء نموذج وطني تتعايش فيه كل مكونات شعوبها على اسس العيش المشترك والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
وأخذ ملف الانقسام العربي وضرورة ارساء افضل العلاقات بين الدول العربية حيزا كبيرا في (اعلان الكويت) الذي شدد على ان قاعدة التضامن العربي هي السبيل الامثل لتعزيز الامن القومي العربي وتحقيق تطلعات الشعوب والدول العربية الى التنمية الشاملة.
كما احتلت تطورات الاوضاع العربية في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا حيزا في اعلان الكويت الذي بلور موقفا عربيا موحدا لجهة تصاعد تطورات الأحداث ووتيرة العنف والقتل وكذلك لضمان المحافظة على استقلال هذه الدول وسيادتها.
كما شكل إعلان الكويت الذي تضمن دعما عربيا لمساعي دولة الامارات في استعادة جزرها الثلاث التي تحتلها ايران رؤية عربية للقضايا الأفريقية فيما يخص الاوضاع في السودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر فيما اعطى اهمية لتعزيز التعاون العربي مع التجمعات الاقليمية وخاصة مع الدول الافريقية من خلال آلية القمة المشتركة مع هذه التجمعات وكذلك للعيش المشترك مع دول الجوار العربي وتعزيز الامن والسلم الاقليمي على اسس حسن الجوار والتعاون البناء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار الجاد.
ولم يغفل اعلان الكويت ملف اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل حيث دعا وعلى نحو عاجل الى وضع حد نهائي لسباق التسلح في المنطقة مجددا تمسكه بمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وضرورة عقد المؤتمر الدولي لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل.
وتناول الاعلان بلغة حازمة ملف الإرهاب الذي اعتبره عملا إجراميا يستوجب العمل الجاد على مقاومته واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمادية.
وفي الشق الاقتصادي والاجتماعي دعا الاعلان الى دعم التضامن العربي واعتماد العمل الاقتصادي الاجتماعي المشترك بوصفه الركيزة الاساسية للتعاون العربي اضافة الى استدامة النمو الاقتصادي وتنويع مصادره بما يحقق التقدم المطرد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل.
وفي الشأن التجاري طالب الاعلان بالعمل على زيادة التبادل التجاري بين الدول العربية من خلال التكامل بين الاقتصادات العربية وتسوية النزاعات وازالة الحواجز التجارية غير الجمركية والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة وخاصة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي وصولا الى السوق العربية المشتركة.
وفي المجال التعليمي تضمن الاعلان دعوة للجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية ببناء القدرات البشرية والارتقاء بالمؤسسة التعليمية بأسرها على نحو عاجل وتأهيلها على نحو يكفل لها اداء رسالتها بكفاءة ومهنية وبما يواكب التطورات التقنية الحديثة التي تتيح دفع عملية التنمية وتحقيق النهضة العربية الشاملة.

وحول الاصلاح المؤسسي لمنظومة العمل العربي المشترك دعا اعلان الكويت الى تطوير الية مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة لتشمل عقد قمم عربية نوعية تعنى بالقضايا ذات الاولوية الملحة في تطوير الدول العربية والتي تسهم في تقدمها والارتقاء بمستوى الرفاهية للمواطنين العرب وتكريس اعمالها لمناقشة هذه القضايا وبحثها ووضع الحول الناجعة لها وخاصة في مجالات التعليم والثقافة والصحة وقضايا المرأة والشباب والطفولة وحقوق الانسان.
ومما تجدر الاشارة اليه الى ان عددا من النشاطات والفعاليات عقدت على هامش مؤتمر القمة العربية في الكويت منها على سبيل المثال عقد اجتماع لكبار المسؤولين العرب في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وافتتاح المركز الاعلامي في فندق كورت يارد-الراية  ، وعقد ندوة بعنوان "مشاهد من تجارب شخصية :جامعة الدول العربية -مجلس التعاون لدول الخليج العربية -الامم المتحدة " القى فيها الدكتور عبد الله بشارة محاضرة علمية كما عقدت ندوة اخرى بعنوان :" رؤية نحو تعاون وتكامل عربي " القى فيها الدكتور عبد الرضا اسبري محاضرة علمية .
كان جدول اعمال مؤتمر القمة العربية ال25 قد ابتدأت فعاليلته يوم 20 اذار -مارس2014 بأجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وفي اليوم التالي اجتمع المندبون  الدائمون العرب وكبار المسؤولين وفي 22 اذار -مارس اجتمع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري وفي 23 اذار -مارس اجتمع وزراء الخارجية العرب وفي يوم 24 بدأ توافد الملوك والرؤساء والقادة العرب بالوصول الى الكويت وقد ابتدأت الجلسة الافتتاحية في الساعة 11 قبل الظهر في قصر بيان وكانت ثمة جلسة مغلقة وحفل غداء اقامه امير الكويت للمؤتمرين وبعدها عقدت جلسة ختامية اعقبها اذاعة اعلان الكويت وانتها اعمال القمة وعقد مؤتمر صحفي مشترك  للنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وذلك في  ( قصر بيان ).  ومن الامور الملفتة للنظر والمهمة ان الكويت أطلقت  موقعا الكترونيا لفعاليات المؤتمر على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت ) وعلى الرابط التالي :http://arab25.kuwaitsummits.gov.kw/
كان خير معين للاعلاميين والمراقبين والمحللين اذ تضمن منهاج المؤتمر ونصوص الكلمات التي القيت واعلان البيان الختامي  بعنوان :"اعلان الكويت " .
ومهما يكن من أمر فأن مؤتمر القمة العربية ال25 في الكويت كان محطة رئيسة من محطات اللقاء العربي المشترك والذي حافظ الملوك والرؤساء والقادة العرب على الاستمرار في هذا التقليد الذي ابتدأه الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1964 وهذا مما يعطي الانطباع بأن الامة العربية وقادتها  قادرون  على اللقاء برغم المشكلات الداخلية والخارجية للوصول الى الحد الادنى من التوافق على مصالح دولهم وامتهم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...