الاثنين، 20 مايو 2013

الدكتور محمد يوسف نجم .. العالم الذي جمع بين القديم والحديث

 الدكتور محمد يوسف نجم .. العالم الذي جمع بين القديم والحديث 
  بقلم : الاستاذ زياد أبولبن ( ناقد وقاص أردني )

إنّ ما اجتمع من أخبار الدكتور محمد يوسف نجم ، وما ذُكر عنه ليدلّ دلالة لا جدال فيها أنه عالمّ وعَلَمّ من أعلام الفكر والأدب والترجمة ، وإمامّ من أئمة الثقافة وشيخ من شيوخ اللغة والأدب. عاش ما يقارب الثمانين عاماً ، وعاصر التطورات السياسية والاجتماعية والثقافية وما آلت إليه حياة العرب والمسلمين في العصر الحديث ، فهو واحد من أولئك العلماء الذين أعطوا العربية الكثير وعنوا بالمحافظة عليها ، فأخذ عن الأقدمين والمحدثين ، ونقل علمهم إلى الأجيال التي جاءت من بعدهم ، وأصبح أستاذاً يُرحل إليه ويُؤخذ عنه.
ولد في مجدل عسقلان في فلسطين المحتلة سنة 1925 ، وتوفي بعيداً عن وطنه في 5 ـ 3 ـ 2009. كان واسع الثقافة متعدد الجوانب ، تعمّق في القديم كما أفاد من الحديث في زمنه ، فمزج بين الثقافة العربية الخالصة وبين الثقافات الوافدة على الفكر العربي. نشأ في بيروت بلبنان بعد لجوئه من فلسطين ، وتعلّم فيها ، في المرحلة الابتدائية والثانوية ، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ، في قسم اللغة العربية ، ونال منها البكالوريوس في الآداب سنة 1946 ، وبعد سنتين نال منها ماجستير آداب ، ثم ارتحل إلى القاهرة طلباً للعلم ، فأكمل دراسته في كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1951 ، ونال منها درجة ماجستير في الآداب ، ثم درجة الدكتوراه سنة 1954 ، واختار لرسالته موضوعاً عن المسرحية في الأدب العربي الحديث ، بإشراف الدكتور شوقي ضيف ، وعاد إلى الجامعة الأمريكية محاضراً في الأدب العربي.
ترك من المصنفات ما يربو على الثلاثين مصنّفاً ، أًثنى عليها العلماء والأدباء ، وكان ثقة صاحب فضل ونبل وجلالة قدر ، أديباً مفكراً مترجماً إماماً في اللغة بليغاً في الرأي متيناً ، وهو غزير التأليف في المسرح والقصص والنقد ومناهجه في الأدب العربي ، وله ترجمات في النقد ومدارسه ومناهجه ، وفي الحضارة الإسلامية ، وله تحقيقات في التراث العربي ، وأشرف على طبع مجلات أدبية كثيرة ، وكان اجتماعياً يحب الناس له صلات صداقة مع كبار علماء عصره.
حاز على عدد من الجوائز العلمية والأدبية من جامعة الدول العربية في سنتي 1955 - 1957 ، وجائزة مؤسسة التقدم العلمي بالكويت ، ووسام القدس للثقافة والفنون سنة 1990 ، وجائزة الملك فيصل العلمية للأدب العربي سنة ,1992 وهو عضو اللجنة الدائمة للمسرح العربي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ سنة 1976 ، ورئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية منذ سنة 1977 ، والمقرر العام لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي منذ سنة 1979 ، وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بعمّان ، وعضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
خلّف ثروة علمية في معظم التصانيف التي أودعها علمه ، وهي:
1 - القصة في الأدب العربي الحديث 1870 - 1914 ، القاهرة ,1952
2 - فن القصة ، بيروت ,1955
3 - المختار من النثر العربي - العصر العباسي ، بالاشتراك مع ميخائيل جبور ، بيروت ,1956
4 - المسرحية في الأدب العربي الحديث 1874 - 1914 ، بيروت ,1956
5 - العالم العربي ، تأليف: نجلاء عز الدين ، ترجمة ، القاهرة ,1957
6 - فن المقالة ، بيروت ,1958
7 - ديوان جميل صدقي الزهاوي ، تحقيق ، القاهرة ,1958
8 - رسائل الصابئ والشريف الرضي ، تحقيق ، الكويت ,1960
9 - مضاهات أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب ، بيروت ,1960
10 - مسرحيات مارون النقاش ، تحقيق ، بيروت ,1961
11 - ديوان دعبل بن علي الخزاعي ، تحقيق ، بيروت ,1962
12 - عبيد الله قيس الرقيّات ، تحقيق.
13 - مسرحيات أحمد أبو خليل القباني ، تحقيق ، بيروت ,1962
14 - مسرحيات يعقوب صنوع أبو نظارة ، تحقيق ، بيروت ,1963
15 - فهارس الأدب العربي الحديث ، بيروت ,1963
16 - رائد الثقافة العامة ، تأليف: كورنيلدوس هيرشبرغ ، ترجمة ، بيروت ,1963
17 - مسرحيات محمد عثمان جلال ، تحقيق ، بيروت ,1964
18 - مسرحيات سليم النقاش ، تحقيق ، بيروت ,1964
19 - مسرحيات نجيب حداد ، تحقيق ، بيروت ,1966
20 - شعراء عباسيون ، تأليف: جوستاف أدموند فون غرينباوم ، ترجمة.
21 - مناهج النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق ، تأليف: دافيد ديتشيس ، ترجمة ، بيروت ,1966
22 - ليبيا في كتب الجغرافيا والرحلات ، بنغازي ,1968
23 - مفاهيم النقد الأدبي ، تأليف: دافيد ديتشيس ، ترجمة ، ,1977
24 - المسرحية في الأدب العربي الحديث. جزءان.
25 - المسرح الغنائي في مصر ، بيروت.
26 - الشعر العربي في المهجر ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
27 - النقد الأدبي ومدارسه الحديثة ، تأليف سبتانلي هايمن ، ترجمه بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
28 - دراسات في الحضارة الإسلامية ، تأليف: هاملتون ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
29 - نظرية النقد والفنون والمذاهب الأدبية.
30 - الشعر العربي في المهجر - أمريكا الشمالية ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس ، بيروت ,1975
31 - ديوان أوس بن حجر ، تحقيق ، بيروت ,1979 32
- مسرحيات الشيخ إبراهيم الأحدب ، تحقيق ، بيروت ,1985
في كلمة له قبل رحيله ، في حفل تكريمي له في الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي للهواة في القاهرة ، دعا فيها الممثلين الشباب إلى إنقاذ المسرح من التخريب الذي يمارسه التلفزيون في الحياة الثقافية العربية ، وحذر من إمكانية اضمحلال المسرح أمام التلفزيون. وقال إن المسرح تراجع اثر انتزاع التلفزيون للموهوبين من العمل في المسرح والزج بهم في إنتاج مسلسلات ثقيلة الدم لا تحمل أبعاداً إبداعية ، وتعمل على تسطيح البعد الثقافي. وإن السبيل الوحيد لإنقاذ المسرح من التسطيح الذي يهدده من التلفزيون يكون على أيدي الهواة الذين يعشقون المسرح ويقدمونه بكل الحب: لأن من يعشق يعطي ما يحب ، ولا أحد يستطيع أن يمنعه من هذا العطاء ، ويعود نجاح التلفزيون إلى سهولة العمل وعدم التعرض إلى الانتقاء المباشر من قبل الجمهور عما يحدث في المسرح ، إضافة إلى أرقام المردود المالي على الكتّاب وغيرهم ، وقدّم مثالاً على ذلك من خلال تجربة الجيل المسرحي ، الذي صعد في الستينات في لبنان ، ومن بينهم نضال الأشقر ومنير أبو حبس ويعقوب الشدراوي ، وكيف أطفأ التلفزيون تجربة كان لها أن تقدم الكثير لحركة المسرح اللبنانية. وإنّ مارون النقاش كان أول عربي قدم عروضاً مسرحية عن نصوص أوروبية. بقي القول إنّ الدكتور محمد يوسف نجم - - أحد الأعلام الكبار الذين قدّموا للغة العربية تصانيف زاخرة في الأدب والفكر والترجمة ، لا يقلّ عنه أحد ، بل يكاد أن يكون صنو هؤلاء العلماء أمثال الدكتور إحسان عباس.
*http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1513
الدستور - 19/3/2009.
منازعة مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...