الأحد، 14 أبريل 2013

مقال للدكتور عدنان الباجه جي



الطريق الى الفشل في العراق
الدكتور عدنان الباجه جي
مقال في جريدة نييورك تايمز 
ترجمة جريدة المدى -بغداد
مقدمة    

رأى سياسي عراقي مخضرم أن العراق الآن في طريقه ليكون دولة فاشلة بسبب أمور عدة ابرزها : أن الولايات المتحدة أقامت فيها نظاما سياسيا مستندا الى الطائفية وغيب دور المجموعات العلمانية فيه، فيما كانت النتيجة خنوع الأحزاب الدينية والاثنية العراقية لإيران.
وقال عدنان الباجه جي، في تعليق له في صحيفة نيويورك تايمز، إن "أول شيء أدهشني لدى عودتي الى العراق في آيار من العام 2003 كان هو اعتقاد كثير من العراقيين، بخاصة الشباب منهم، أن وجود الولايات المتحدة، حتى مع كونها سلطة احتلال، من شأنه أن ينفع العراق". 
وأوضح الباجه جي، الذي شغل منصب وزير الخارجية ومندوباً لدى الأمم المتحدة في ستينات القرن الماضي، أن تصور العراقيين هذا يعود الى "إعجابهم بالانجازات الأميركية، لاسيما في المجال العلمي والتكنولوجي". 
وأضاف الباجه جي، الذي كان عضوا في مجلس الحكم بعد الإطاحة بنظام صدام، بالقول "كان هناك أمل في أن العراق الذي يتوافر على شعب يعمل بجد وثروة البلد الطبيعية الكبيرة من شأنه، وبإرشاد الأميركيين ومساعدتهم، أن يجعل العراق واحدا من أكثر بلدان العالم تقدما".
ويتابع السياسي المخضرم "سرعان ما اختفت كل تلك الآمال والتوقعات ليحل محلها الإحباط والغضب والاستياء". وتساءل "فما الذي جرى وأين الخطأ؟". ويسرد الباجه جي "بعض الأمور التي ربما أسهمت بهذا الفشل"، فأولا، كما يرى الكاتب، أن "التغير جاء نتيجة حرب مشكوك في شرعيتها رفض مجلس الأمن في الأمم المتحدة إجازتها،" وثانيا، حسب ما يرى العضو السابق في ائتلاف العراقية، أن "الولايات المتحدة جاءت الى العراق من دون خطة واضحة ومتماسكة لنقل البلد من الديكتاتورية الى الديمقراطية". أما السبب الثالث، بحسب الباجه جي، فهو أن "الولايات المتحدة كانت غير مستعدة لتولي إدارة البلد وتحمل مسؤولية الحفاظ على السلم والنظام في أعقاب انهيار تام للمؤسسات الحكومية".  ورأى أن "في هذه الظروف، فان المسؤولية الأولى على سلطة الاحتلال في منع انزلاق البلد الى الفوضى وانعدام القانون كان ينبغي أن تكون في إعادة قوات الشرطة والأمن". ويعرب الباجه عن أسفه ويقول ان "شيئا من هذا لم يحدث، كان على قوات الاحتلال التصرف كقوات شرطة. لكنها لم تكن مدربة ولا مجهزة لمثل هكذا مهمة، فكانوا عند أدنى استفزاز يستعملون القوة المفرطة ضد المدنيين العراقيين".
وثمة سبب رابع للفشل في العراق، وفقا للباجه جي، وهو ان "الفساد كان متفشيا. فبينما كان العراقيون متمرسون على الفساد بعد سنوات من العقوبات الاقتصادية وسوء استعمال السلطة الإدارية، لم يكونوا يتوقعون أن يتواطأ بعض الضباط والمسؤولين الأميركيين في الاندفاع نحو مشاريع مشكوك في فائدتها وشرعيتها كلفت العراق مليارات الدولارات ولم يحاسبوا على ذلك الى الآن".
وفي نهاية المطاف، كما يعتقد الباجه جي، فيقول "ربما أن اكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة هو ترتيب النظام السياسي الجديد في العراق على أسس طائفية". والسبب في ذلك هو أن الأميركيين "كانت لديهم فكرة مسبقة عن أن المجتمع العراقي بطبيعته كان مجتمعا منقسما حسب الخطوط الطائفية". لكن تصور الأميركيين هذا كان "مغالطة"، ويقول الباجه ان "نتيجة لهذا، لم تتلق المجموعات العلمانية الاعتراف الذي تستحقه، فسقطت الحكومة تحت نفوذ أحزاب دينية واثنية. وباستغلال هذه الأحزاب مزايا السلطة استغلالا تاما، أقاموا نظاما اثبت على مر السنين انه عاجز عن حكم البلد".
وفي ختام تعليقه أعرب الباجه جي عن خشيته من أن "انعدام كفاءتهم وفسادهم، بخاصة خنوعهم لإيران، كان من شأنه أن يجعل العراق دولة فاشلة وهذا للأسف ما تأكد. وتمثلت النتيجة الملموسة لتدخل أميركا في العراق بتعزيز نفوذ إيران وسلطتها في البلد. وكانت الولايات المتحدة تتوافر على سبل الحيلولة دون حدوث ذلك إلا أنها كانت تفتقد الى الإرادة والتصميم على فعله".

The Road to Failure in Iraq

By ADNAN PACHACHI
Adnan Pachachi is a Sunni Arab political leader who has long played a prominent role in Iraq — as a foreign minister before Saddam Hussein’s rule, as a president of the Iraqi Governing Council set up by the West after Hussein’s ouster, and as a leading figure in the secular Iraqiya coalition. Ten years after the invasion, he wrote to At War to give his perspective on the miscalculations of the war.
The first thing that struck me on my return to Iraq in May 2003 was the belief of many Iraqis, especially the young, that the United States’ presence, even as an occupying power, would benefit Iraq. They were impressed by American achievements, particularly in science and technology. There was hope that Iraq’s hard-working people and the country’s great natural wealth would, with American guidance and assistance, make Iraq one of the most advanced nations in the world.
All those hopes and expectations soon disappeared, to be replaced by frustration, anger and resentment. So what went wrong?
Here are some of the things that may have contributed to this failure.
First, change came as a result of a war of doubtful legality that the United Nations Security Council had refused to endorse. Second, the United States came to Iraq without a clear and coherent plan to move the country from dictatorship to democracy.
A third reason was that the United States was unprepared to take over the administration of the country and shoulder the responsibility of maintaining peace and order in the wake of the total collapse of government structures. In these circumstances, the first responsibility of the occupying power in preventing the country from sliding into anarchy and lawlessness should have been to reinstate the police and security services.
Unfortunately, nothing was done, and the occupying troops had to act as policemen. They were neither trained nor equipped for such a task, and at the slightest provocation they used excessive force against Iraqi civilians.
A fourth reason was that corruption was rife. While Iraqis had become inured to corruption after years of sanctions and administrative mismanagement, they did not expect the complicity of some American officers and officials in pushing projects of doubtful benefit and legality that cost Iraq billions of dollars that are still unaccounted for.
Finally, perhaps the most serious mistake the United States made was to organize the new political system in Iraq on a sectarian basis. They had the preconceived idea that Iraqi society by its nature was divided along sectarian lines. That was a fallacy. As a result, the secular groups did not receive the recognition they deserved, and the government fell under the influence of religious and ethnic parties. Fully exploiting their built-in advantages, they established a regime that proved over the years to be incapable of governing the country.
My fear that their incompetence and corruption, and particularly their subservience to Iran, would result in Iraq’s becoming a failed state has unfortunately been borne out. The most tangible result of American involvement in Iraq has been the consolidation of Iran’s influence and power in the country. The United States had the means to prevent this but lacked the will and determination.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...