السبت، 6 أكتوبر 2012

المؤرخ الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن


      المؤرخ الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
    لم أجد أحدا أكثر منه حبا لمدينته بل وعشقا لها . ومن هنا يمكن أن نسميه " مؤرخ المسيب الأول بلا منازع " .انه الصديق  الكاتب،  والمؤرخ ، والأديب ، والصحفي الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن .
    ومما عظم  مكانته في نفسي،  ونفس كل عراقي مخلص انه يحرص على توثيق ما يتعلق بنتاجات الكواتب والأديبات والمؤرخات والصحفيات العراقيات المعاصرات بكل دقة وأمانة.  وقد أنجز موسوعته عنهن بجزئيها الأول والثاني واللذان ضما المئات منهن .وقف عند سيرهن وأرخ  لنتاجاتهن ، وأبرز ما تميزت كل واحدة منهن.  وفي يقيني انه من المؤرخين والباحثين الذين اهتموا بدور المرأة العراقية وإسهاماتها في بناء العراق الحديث  وأي باحث في هذا الميدان لا يستطيع ان يستغني عن ما كتبه هذا المؤرخ الصادق الأمين .
   كتب أحد  الباحثين يقول : "  أن لكل مدينة مؤرخها ، قديماً وحديثاً ، إذا ٌذٌكر ذكرت به ، وإذا ذكرت ذكر بها ، ففي الماضي القريب ، كان الشيخ يوسف كركوش  الحلي (1906 – 1990م) للحلة الفيحاء ، وسعيد الديوجي (1912 – 2000م) للموصل الحدباء ، والسيد محمد حسن الكيلدار لكربلاء المقدسة 1918 – 1996م) ، والشيخ علي القسام (1904 – 1979م) لمدينة المسيب وغيرهم لغيرها ، وفي يومنا الحاضر صار عبد الرضا عوض لمدينة الحلة الفيحاء ، والدكتور إبراهيم خليل العلاف للموصل الحدباء ، والسيد سلمان هادي آل طعمة لكربلاء المقدسة ، وجواد عبد الكاظم محسن لعروس الفرات مدينة المسيب كما أحبّ واعتاد أن يسميها " .
     ولد الباحث والمؤرخ  الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن في مدينة المسيب سنة 1954م ، وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها ، وقٌبل في كلية الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية سنة 1973م ، وانتقل للدراسات المسائية ليبدأ مشوار حياته العملية موظفاً في الشركة العامة لصناعة الحرير في سدة الهندية ، وواصل تدرجه الوظيفي فيها ، وبعد ستة وثلاثين عاماً طلب أحالته على التقاعد سنة 2009م كي يتفرغ للكتابة والتأليف .
     اهتم منذ حداثة سنه ، بالأدب ، والتراث والكتابة الصحفية ، ونشر أول قصيدة له في مجلة (المتفرج) البغدادية سنة 1972م وكانت مجلة اسبوعية ساخرة صاحبها مجيب حسون صدرت ببغداد في 7 كانون الثاني 1965 والغي امتيازها في 17 نيسان 1973  ، ولم ينقطع عن الكتابة والنشر منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحالي .وهو يكتب في شتى الفنون الأدبية والبحوث التراثية في مختلف الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية .
     جمع ودوّن تأريخ مدينته المسيب ، وكانت أخبارها من قبل نتفاً متناثرة في بطون الكتب ، واستقى قسماً كبيراً مما دوّنه عنها من أفواه الرواة ، ودرس ما تجمع لديه بتأن قبل أن يكتب تأريخها ، وسير أعلامها ، وعمارة مزاراتها وصفحات كانت مجهولة من تراثها الشعبي ، وديوانها الأدبي ،  وحاز ثناء وتقدير الآخرين بما أنتج وأخرج ، وقد صدر له بهذا الخصوص : ولدا مسلم بن عقيل عليهم السلام (قصة الشهادة وتأريخ المرقد) ، وتراجم علماء المسيب وخطبائها المنبريين ، والعلامة الزاهد السيد هادي الصائغ ،  و" من تراث المسيب الشعبي"  ، و" صهريج الموت في المسيب"  (تفاصيل جريمة إرهابية بشعة تعرضت لها المدينة سنة 2005م) ، و" دليل المسيب العام " ، وحقق وأصدر كتابين للشيخ علي القسام الأول (كتاب الدرتين في أحوال السيدين إبراهيم المجاب وابنه أحمد) ، والثاني (السفر المطيب في تأريخ مدينة المسيب) .
     وعنى المؤرخ  الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن أيضاً بالمرأة العراقية المبدعة ، فجمع سير الأديبات والكواتب والأكاديميات العراقيات ، وأصدر الجزء الأول ثم الجزء الثاني من معجمه الكبير عنهن ، ومازال لديه جزء ثالث ومستدرك .
     وله خارج هذين المحورين كتاب صادر أيضاً عن (الشيخ علي عوض الحلي حياته وأدبه) ، و(مقتل ولدي مسلم بن عقيل) وقد ترجم إلى الفارسية ، و(لماذا نزور الحسين؟) ، ونشر العشرات من بحوثه ودراساته في مجلات رصينة مثل : الموسم ، والكوثر ، والمنبر الحسيني ، وينابيع ، والتراث الشعبي  وأوراق فراتية .
     وفي نطاق جهوده الصحفية أصدر في المسيب جريدة " عروس الفرات"  للفترة من منتصف حزيران 2005م لغاية نهاية أيار سنة 2007م ، وهي ثقافية تراثية عامة صدر منها ستة وثلاثون عدداً ، ويرأس حالياً تحرير مجلة (أوراق فراتية) وهي فصلية تعنى بالتراث والثقافة المعاصرة صدر عددها الأول في كانون الثاني سنة 2010م ، ومازالت تواصل الصدور ، فضلاً عن مشاركاته المتواصلة ونشره المستمر في الصحافة المحلية ومواقع  الشبكة العالمية للمعلومات -الانترنيت .  
     ويبقى الجميع بانتظار موسوعته الكبيرة (المسيب عروس الفرات) التي ستضم حصيلة جهوده الكاملة عن مدينة المسيب تأريخاً وأدباً وتراثاً وأعلاماً منذ نشوئها وإلى وقتنا الحاضر .
     حاز على شهادات علمية وتربوية (معادلة للدبلوم) وتقديرية عديدة من جهات حكومية ومنظمات دولية ومؤسسات ثقافية داخل العراق وخارجه ، ولديه إجازتان بالرواية ، وهو عضو في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، ونقابة الصحفيين العراقيين ، وجمعية الرواد في الحلة ، ومنتدى أدباء المسيب .
      ذكره عدد من المؤرخين والباحثين والنقاد في مؤلفاتهم وكتاباتهم المنشورة في الصحف والدوريات ، منهم : الدكتور سلمان هادي آل طعمة في عدد من مؤلفاته منها (عشائر كربلاء وأسرها) و(دليل كربلاء) ، والدكتور كامل سلمان الجبوري في موسوعتيه (معجم الأدباء العرب) و(معجم الشعراء العرب في) ، والدكتور صباح نوري المرزوك في (معجم المؤلفين والكتاب العراقيين) و(هؤلاء في حياتي) ، والدكتور إبراهيم خليل العلاف في مدونته الالكترونية ، والدكتور عباس هاني الجراخ في مجلة (المورد) وجريدة (الفيحاء) الحلية ، والدكتور سعد الحداد في (موسوعة أعلام الحلة) ، والمحقق مهدي عبد الحسين النجم في جريدة (الجنائن) الحلية ومجلة (شبابيك) الحلية أيضاً ، والشيخ كاظم الفتلاوي في (معجم المحققين) ، والباحث والمؤرخ عبد الرضا عوض في (الأدباء والكتاب المعاصرون) ، وحميد المطبعي في (موسوعة أعلام وعلماء العراق )، ومحمود عبد الجبار السامرائي في مجلة (التراث الشعبي) ، والباحث أحمد مجيد في جريدة (عروس الفرات) ، والأديب علي عبد الأمير في كتابه (قتلوا الملاك في بابل) وجريدة (الصباح) البغدادية ، والإعلامي عبد عون النصراوي في جريد (أنوار كربلاء) ، والإعلامية أسماء محمد مصطفى في مجلة (الموروث) الالكترونية ،  وغيرهم الكثير . 
    له أسلوب جميل ، ودقيق في الكتابة فهو يبدأ بجمع مادته العلمية من مظان المصادر والمراجع ويحرص على أن لايترك أمرا أو خبرا أو ملحوظة دون أن يطلع عليها ويقارنها مع غيرها مما جمع وعندئذ يطمأن إلى صدقها ويبدأ بتوثيقها . وقد خبرته يسأل أهل العلم ، ويرسل الرسائل ، ويلتقي بمن يريد ان يلتقي،  ويستفسر ، ويناقش ، ويحلل ، ويستنبط ليصل إلى الحقيقة التاريخية وتلك لعمري هي المنهجية التاريخية بحذافيرها .
   واستطيع أن أقول انه مؤرخ منشئ فهو لايعتمد على ما هو مدون في الكتب والمراجع بل يلجأ إلى مقابلة شهود العيان ويحاورهم ليصل الى ما ينبغي أن يدون .
   وهو فوق هذا وذاك صديق لكثير من الأدباء والمؤرخين والمثقفين العراقيين ويتمتع بأحترامهم له ومحبتهم وتواصلهم  وكل همه إن يكون بلده متقدما موحدا فهو فضلا عن اعتزازه بمدينته لكن كل بقعة في العراق لها مكانة طيبة في قلبه واهتمامه وهذا ما يعجبني فيه انه عراقي وطني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وعندما يريد ان يوثق لرجل او امرأة عراقية او مدينة او ناحية لايلتفت الا لما قدم لهذا البلد :العراق من جهد .بارك الله به ومتعه بالصحة والعافية ونأمل في أن يقدم لنا المزيد المزيد من النتاج الأدبي والتاريخي والعلمي الثر .
     


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...