الأربعاء، 7 مارس 2012

المؤرخ الدكتور احمد صالح عبوش

المؤرخ الدكتور احمد صالح عبوش



ا.د.ابراهيم خليل العلاف


استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


الدكتور احمد صالح عبوش من طلابي النجباء وما يعجبني فيه مثابرته وميله لتطوير قابلياته في كتابة التاريخ ومما يدل على ذلك اصداره عددا من الكتب وهو لمايزل في مرحلة الدراسات العالية مما يدل على تمكنه ورغبته في أن يصبح مؤرخا وهذا ما يجعلني أحبه وأتوسم فيه الخير كل الخير .


ولد الدكتور احمد صالح عبوش في مدينة الموصل في الخامس من آيار سنة 1979. وقد حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الموصل/ كلية التربية/ قسم التاريخ سنة 2003. وفي سنة 2006 نال شهادة الماجستير في التاريخ الحديث في رسالته الموسومة: ((موقف فرنسا من الصراع العربي- الإسرائيلي 1948-1973))، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الأوربي الحديث في أطروحته الموسومة: ((بريطانيا في عهد اوليفر كرومويل 1648-1658)) سنة 2011. له عدد من البحوث والمقالات المنشورة .كما شارك في بعض الندوات ومنها على سبيل المثال الندوة العلمية الـ((27)) التي نظمها مركز الدراسات الإقليمية/ جامعة الموصل سنة 2007.


من مؤلفاته:


- ((منار الحياة)).


- ((تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر)).


- ((سياسة فرنسا إزاء التطورات السياسية الأوربية 1919-1939)).


- ((نظرة في الامبريالية)).


- ((أبواب من الفكر الإنساني)) 3 أجزاء.


- ((تجارب الوحدة في أوربا في القرن التاسع عشر)).


- ((روح التاريخ)).


- له عدة مؤلفات قام بترجمتها:


- كتاب ((الفطرة السليمة)).


- كتاب ((الملكة اليزابيث 1558-1603)) قيد النشر.


- له عدة مؤلفات قيد الانجاز منها:


- كتاب ((حضارة الماء والنار)).


- كتاب ((الأمة)).


للدكتور عبوش رؤية تجاه التاريخ فهو يرى بان التاريخ لا يطلب لذاته، وإنما لبطائنه التي لا غنى للانسان عنها مهما كبر أو صغر. لما فيها من حِكم وأفكار وتجارب تخدم كل ذي نفس. فالانسان الذي يهذي وراء النار في متقلبه ومثواه، إنما لا يطلبها لذاتها، ولكن لما يحتاجه منها من ضوء وحرارة ليدفع عن ذاته الموت والمرارة. ويقول أن الإنسان يحتاج على مر الدهور أن يدرك ماهية روح التاريخ، ليدرك السعادة الحكيمة، والحياة الهانئة، والمدينة الفاضلة التي طالما حلم بها الإنسان، واجتهد وأنار الطرقات بزيوت الحيوانات، ونظر إلى السماء بنظرة حالمة متأملة علَّه ينال مبتغاه في جميع حركاته وسكناته وفي كل انملة من هديه وسعيه، ويقيناً فإن هذا الغرض النبيل هو مبتغانا في الحل والترحال.


ويرى بان أهم ما يميز المؤرخ هو إدراكه لمقدار الحقيقة في كل حدث تاريخي يقع بين يديه. كما وينظر الى التوارث على انه وحكمة التوارث جليلة القدر وعميقة الأثر، فهي تزرع ما عند الجد العتيد، في المولود الجديد حتى يكون الإنسان عرضة للحوادث التي يتكفل التاريخ بإعادتها، فما مر به الجد سيمر به الحفيد الذي من دون شك انه يملك صفات جده عن طريق التوارث، فيتجاوز الأخطاء، ليلتزم طريق الصواب، فوحدة الصفات الوراثية بين الأمس واليوم دليل صارخ على ان التاريخ يعيد نفسه بين العباد. وهنا تكمن أهمية التوارث وأهمية التاريخ في تاريخ الإنسانية. فلو لم يتوارث الابن جده، لما كان للتاريخ أهمية تذكر، ولتوقفت الأقلام، وماتت الأيام، ولما سار الإنسان في الأرض لينظر ماذا حل بمن سبقوه من بني جنسه.


كما ويذكر الدكتور عبوش أهمية التاريخ في مجال تفسير الأحداث للإنسان في ماضيه وحاضره ومستقبله قائلاً: إن خير من يعين بني الإنسان على تفسير قضاياهم المعاصرة وفك شفراتها ورموزها السرية هو التاريخ، ولا أعرف شيئاً يفعل ذلك سواه. ولكي تفسر الأمور على أتم وجه، وجني فوائد ذلك في المستقبل المنظور وغير المنظور لا بد من النظر إلى الوراء بدقة وإمعان وفي توقيت مناسب، أما وأن تنظر بعين الغباء والشقاء والسخرية واللامبالاة فإنك من دون شك سيتحطم رأسك بإحدى الجدران وأنت تنظر بتلك العين وبتلك الروح، والأدهى من ذلك يدّعي أنه ينظر ليفسر، ويشقى ليسعد غيره، وهذا قمة البلاء والشقاء.وما يساعد على التفسير هو أن التاريخ يتعاقب على بني الإنسان بين حين وآخر فتارة يأتي هنا وتارة يرحل هناك وهذا يشمل الزمان كما المكان، فهو كالليل والنهار في حركاتهما وسكناتهما وتكرارهما، فوق رؤوس العباد، وأهلة البلاد.


ويضيف الى ذلك قوله : إن حركة التاريخ تشبه إلى حد كبير حركة الأرض التي تساعد على التغيير وعلى التكرار في الوقت نفسه وهذه نعمة أنعمها الخالق العظيم على عباده، كونهم فطروا وجبلوا على أن لا تكون أعمالهم كاملة بشكل تام، أو ناقصة بشكل مماثل إنما تكون قريبة وبعيدة من هذا الطرف أو ذاك بحسب ما يضيفون إليها من خبرات الماضين وتجاربهم، كما أنك لا تستطيع أن تخدع إنساناً مرتين بالأسلوب نفسه، إلا إذا غيرت الأسلوب لأنه أدرك الأمر في المرة الأولى، لتكون هذه المرة خبرة يفسرها الآخرون عندما يواجهون بها أسلوب الخدعة الأولى ذاتها عندها ينجون بجلودهم من أساليب الخداع والغدر. ومثل هكذا أمور تنطبق على أمر المجتمعات والدول في تجنب الأهوال لدى تفسيرها للأمور والقضايا بما تملكه من أدوات تفسير ماضية مر بها أصحابها بالموقف ذاته، فينظر أصحاب الحاضر ما فعله الماضون من أبناء جنسهم. ولو أن الارض خُلقت منبسطة، لقلنا  أن لا فائدة تجنى من التاريخ، لأنه سيفقد التكرار كما فقدت الأرض الليل والنهار، عندها لا تستطيع تفسير الشيء بالشيء، ويجب أن لا ننسى أن المادة التي خلق منها الإنسان هي المادة ذاتها التي تتكون منها تلك الارض التي يعيش فوقها الإنسان منذ آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة.










هناك 4 تعليقات:

  1. تحيه طيبه لك استاذي . ان الاستاذ احمد صالح هو احد اساتذتي والذي يدرسني مادة الاوربي الحديث ...
    وكوني احد طلابه اتمنى من الله وانا الان طالب ان اصبح على مستوى عال من الرقي


    بقلم
    وسام الطاف التكريتي

    ردحذف
  2. اجمل التحيات الى دكتور احمد واتمنى له الموفقية افضل استاذ لمادة التاريخ الاوربي

    ردحذف
  3. شكرا للاخت فاتن وللاخ وسام وتمنياتي لتلميذي الدكتور احمد صالح عبوش بدوام التقدم والتألق انه استاذ متميز حقا بارك الله به ...ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ متمرس -جامعة الموصل

    ردحذف

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...