الجمعة، 24 فبراير 2012

الدكتور عبد الوهاب عباس القيسي مؤرخا


         الدكتور عبد الوهاب  عباس القيسي مؤرخا
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
   أحد الأساتذة المرموقين الذين ناقشوا رسالتي للماجستير الموسومة : ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908 -1922 " والتي قدمتها إلى مجلس كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1975 .ومع أن الرجل تحامل علي في المناقشة ولم أكن اعرف السبب ، إلا أنني لازلت أكن له وقد انتقل إلى الدار الآخرة رحمه الله كل تقدير واحترام واغلب الظن انه في حينه انساق وراء هجمة شرسة ضد أستاذي الكبير والمشرف على رسالتي الأستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف والذي كان يحمل أفكارا يسارية تقدمية .
   ليست لدي معلومات عن سيرة الدكتور عبد الوهاب عباس القيسي ، ولكن مما اذكره انه حصل  على شهادة الدكتوراه من جامعة مشيغان سنة 1958 وكانت بعنوان :
"The Impact of Modernization on Iraq Society during the Ottoman Era ,A study of IANTELLECUAL development in Iraq,1869-1917 "
   وللأسف فأنها - لحد كتابة هذه السطور-  غير منشورة .كما أنها لم تترجم للعربية .وقد كتب الدكتور القيسي بعض بحوثه التي نشرها مقتبسا من أطروحته ومن ذلك على سبيل المثال بحثه الموسوم " حركة الإصلاح في الدولة العثمانية وتأثيرها في العراق 1839-1877 " والمستل من مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد العدد الثالث –كانون الثاني –يناير سنة 1961 وقد طبع المستل في مطبعة العاني ببغداد 1380 هجرية – 1961 ميلادية .
   كما أنني عرفت من خلال اطلاعي على "دليل جامعة بغداد للسنة 1962-1963" ، أن الدكتور القيسي كان يعمل بمنصب "المسجل العام للجامعة بالوكالة" . وقد رأيته  في  مطلع السبعينات من القرن الماضي أستاذا في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد ووجدت له بعض الدراسات المنشورة في المجلات الأكاديمية ومنها مثلا دراسته الموسومة : " موقف العثمانيين من الغزو البرتغالي للمياه العربية " المنشورة  في مجلة الخليج العربي التي يصدرها مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة –المجلد 12 –العدد 1 ،1980 .
  كما انه له بعض الكتب المنهجية المقررة في  بعض أقسام التاريخ بالجامعات العراقية منها كتابه الذي ألفه بالاشتراك مع الدكتور عبد الجبار عطيوي والدكتور طارق نافع الحمداني والموسوم : " تاريخ  العالم الحديث 1914-1945 " والذي طبع في دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل 1983 . وفي هذا الكتاب المؤلف من 12 فصلا وبواقع 214 صفحة نجد أن الدكتور القيسي قد كتب الفصول الرابع والخامس والتاسع والثاني عشر والتي تتناول بالتتابع موضوعات تتعلق بتاريخ انكلترة وفرنسا والولايات المتحدة وايطاليا .كما تتعرض لموضوع تخاذل انكلترة وفرنسا واستسلامهما في ميونيخ وكذلك موضوع العالم بعد الحرب العالمية الثانية .
    وللأمانة فأن أسلوب الدكتور القيسي أسلوب سلس،  وقوي ، ويتسم بالدقة ،والعبارة القصيرة المعبرة عن الحدث التاريخي بكلمات قليلة دالة وكمثال على ذلك فأنه تعرض في "عالم مابعد الحرب العالمية الثانية " إلى  أن الرايخ الألماني الثالث انتهى  باستسلام ألمانيا النازية لدول الحلفاء في أيار-مايو 1945 وبذلك انتهت الحرب العالمية الثانية من أوربا .وبعد حوالي أربعة أشهر أدت القنبلة الذرية إلى استسلام اليابان وتوقف الحرب في أسيا وهكذا انتهى الصراع العسكري بعد أن خلف وراءه جراحا دامية وخرابا انتشر في كل مكان .ومن النتائج الاجتماعية والاقتصادية لتلك الحرب ظهور مشكلة اللاجئين والتدمير الذي خلفته الحرب ومواجهة معظم البلدان أوضاعا مالية متدهورة بحيث أصبحت بحاجة إلى المعونات .هذا فضلا عن مواجهة جرائم الحرب وتطلب هذا مؤتمرات ومعاهدات للسلام ومنها معاهدات باريس 1947 ومعاهدة سان فرانسيسكو  1951 وتأسيس هيئة الأمم المتحدة وانقسام العالم إلى كتلتين رأسمالية واشتراكية والبدء بتصفية الاستعمار وظهور كتلة الحياد الايجابي وعدم الانحياز وقد انتهى ذلك كله في سنة 1990 بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وانتهاء الحرب الباردة ودخول العالم مرحلة جديدة من التاريخ الحديث .
  كما اشترك مع الأستاذ الدكتور أفاضل حسين  والأستاذ الدكتور عبد الأمير محمد أمين في تأليف كتاب عن "تاريخ العراق المعاصر " والذي طبع في بغداد سنة 1980 .
   عرفت الدكتور عبد الوهاب القيسي أنسانا بسيطا منكفأ على نفسه،  وكان حضوره  العلمي بين الطلبة محدودا واغلب الظن انه لم يكن جريئا في اتخذ المواقف العلمية ولا في البوح بما كان يحمله من آراء  وكتابات في التاريخ فما تركه الرجل كان تقليديا بالقياس لما تركه مجايليه من الأساتذة أمثال الدكتور عبد القادر احمد اليوسف والدكتور فاضل حسين فالأول كان يساريا تقدميا يميل بأفكاره آنذاك الى  توجه الحزب الشيوعي . أما الثاني فكان فكره يساريا ليبراليا يميل بأفكاره آنذاك إلى توجه الحزب الوطني الديمقراطي .
   لااعرف  -للأسف الشديد - فيما إذا الدكتور القيسي حيا أو انه توفي واجهل مكان سكناه وقد وجدت في محرك غوغل أن له بيتا فخما في حي المنصور ببغداد .أمل ان يسعفني أولاده أو أحدا ممن له صلة به بالمزيد من المعلومات حول هذا الرجل الذي كان أستاذا في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد في يوم من الأيام .

هناك تعليق واحد:

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...